طنجاوي
هي في الأصل حديقة، لكن لم يعد ينطبق عليها وصف حديقة، وربما من الأجدر أن تحمل اسم "مصيبة"..!

توجد هذه التي يمكن من تسميتها تجاوزا "حديقة" في قلب المدينة، وبالضبط في الحي الإداري، على بعد مسافة قليلة من ولاية طنجة، وولاية الأمن، ويفصلها شارع صغير عن مسجد بدر، أحد أشهر مساجد المدينة.

في هذه الحديقة يوجد كل شيء، إلا الإحساس بكونك داخل حديقة. فيها أكوام من الأزبال والنفايات، ومشردون ليل نهار، وممارسات غير أخلاقية طوال اليوم، وتزداد سوءا خلال الليل مع غياب الإضاءة، وفيها الكثير من السكارى والمدمنين، وطبعا قطاع طرق يترصدون ضحاياهم في أوقات معينة من الليل والنهار.

السكان المجاورون للحديقة، الذين تعودوا على أداء صلاة الفجر بمسجد بدر، صاروا يفضلون الصلاة في منازلهم، لأنهم كثيرا ما تعرضوا للاعتداء والسرقة، خصوصا من كبار السن.

في هذه الحديقة يمكن أن تجد لعبا الأطفال تشكل خطورة على الأطفال أنفسهم، ويمكن أن تجد كراسي للجلوس تشكل خطرا على الجالسين، وحتى الذين يعبرونها مشيا يمكنهم السقوط في المجاري التي تمت سرقة أغطيتها الحديدية وبقيت كذلك لسنوات تشكل مصائد للعابرين.

في جانب من هذه، التي يمكن تسميتها حديقة، يوجد مستودع حديدي صدئ منذ سنوات طويلة، ولا أحد يعرف من وضعه هناك ولا لماذا ولا إلى متى، لكنه موجود، وتحته تختفي الكثير من الأزبال والجرذان، التي أصبحت تتسلل إلى المساكن والمتاجر والمقاهي المجاورة.
لا شيء في هذه الحديقة يبعث على الاعتقاد أنها فعلا حديقة، إنها فقط عقوبة في حق السكان والعابرين، وجنة للمنحرفين والمشردين والمدمنين والسكارى، ومع ذلك فإن لا أحد في المدينة، سواء من المنتخبين أو المسؤولين، توقف عندها وقرر أن يفعل شيئا.

ربما سيأتي دورها يوما للإصلاح، وقد يكون ذلك بموازاة مع مونديال 2030، وفي انتظار ذلك على السكان أن يتحملوا الكثير من التضحيات ويتحلوا بكثير من الصبر.
 
            
					 
				 
			 
			 
			 
															 
											 
										 
			 
			 
			 
			 
						 
						 
						 
							 
							 
							 
							 
							 
		 
					
						
						
					 
						 
						