أخر الأخبار

من كأس إفريقيا إلى حلم المونديال.. المغرب يحوّل كرة القدم إلى قاطرة اقتصادية

طنجاوي

 

على مدى 29 يوماً، سيعيش المغرب على إيقاع كأس أمم إفريقيا 2025، وهو حدث رياضي ضخم يتجاوز حدود المنافسة الكروية ليصبح مختبراً اقتصادياً واستراتيجياً يختبر قدرة المملكة على تحويل الرياضة إلى رافعة للتنمية، وإلى منصة تسويقية عالمية استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030.

 

 حقوق البث والإعلانات.. صناعة المشاهدة تتحول إلى صناعة المال

 

وفي هذا السياق، أبرز رشيد ساري، رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، أن التقديرات تشير إلى أن بيع حقوق البث التلفزيوني للبطولة يمكن أن يدر على المغرب والاتحاد الإفريقي لكرة القدم ما بين 250 و400 مليون دولار، بالنظر إلى ارتفاع الطلب من القنوات الإفريقية والعربية والأوروبية.  

 

وأوضح في مقال له أنه إذا تأهل المنتخب المغربي إلى المباراة النهائية، فإن نسب المشاهدة قد تتضاعف لتتجاوز 200 مليون مشاهد عالمي، ما يرفع قيمة الإعلانات التجارية المرتبطة بالبث المباشر بنسبة قد تصل إلى +35% مقارنة بباقي المباريات.  

 

وأكد الخبير ذاته أن هذا الزخم الإعلامي يعزز صورة المغرب كوجهة رياضية عالمية، ويمنحه قوة تفاوضية أكبر في عقود البث المستقبلية الخاصة بمونديال 2030.

 

 السياحة الرياضية.. تدفق جماهيري ينعش الاقتصاد المحلي

 

وسجل ساري أنه يتوقع أن يستقبل المغرب أكثر من 500 إلى 700 ألف مشجع أجنبي خلال البطولة، إضافة إلى ملايين السياح الداخليين الذين سيتنقلون بين المدن المستضيفة.  

 

وسجل أن هذا التدفق من شأنه أن يرفع نسب الإشغال الفندقي إلى مستويات قياسية (قد تصل إلى 90% في بعض المدن الكبرى مثل الدار البيضاء ومراكش).  

 

وفي ما يتعلق بالعائدات المباشرة من السياحة الرياضية توقع ساري أن تتراوح بين 5 و7 مليارات درهم، تشمل الإقامة، النقل، المطاعم، والأنشطة الثقافية.  

 

وبخصوص الصناعات التقليدية والأسواق المحلية أكد أنها ستستفيد من ارتفاع الطلب على المنتجات المغربية، ما يعزز التشغيل ويضخ سيولة في الاقتصاد المحلي.

 

 الدورة الاقتصادية اليومية.. كرة القدم كرافعة استهلاك

 

وأشار إلى أن المقاهي والمطاعم ستشهد ذروة غير مسبوقة في الاستهلاك، مع ارتفاع مبيعات المشروبات والوجبات بنسبة قد تصل إلى +40% خلال أيام المباريات.  

 

ولفت إلى أن قطاع النقل الحضري والخاص سيعرف بدوره انتعاشاً كبيراً، حيث يتوقع أن يزيد الطلب على خدمات التنقل بنسبة +25%.  

 

كما أن هذه التظاهرة الرياضية من شأنها خلق آلاف فرص العمل المؤقتة ستُخلق في مجالات الأمن الخاص، التنظيم، السياحة، والخدمات اللوجستية، ما يساهم في تقليص البطالة ولو بشكل ظرفي.

 

 تأهل المغرب إلى النهائي.. مضاعفة الأثر الاقتصادي

 

وأفاد ساري إلى أن وصول المنتخب المغربي إلى النهائي سيشكل لحظة تاريخية، ليس فقط رياضياً بل اقتصادياً.  

 

وتابع أن العائدات من حقوق البث قد ترتفع إلى 450 مليون دولار، مع تضاعف قيمة الإعلانات.  

 

وتوقف عند ما ينتظر أن تعرفه السياحة من طفرة إضافية، حيث يتدفق عشرات الآلاف من المشجعين الإضافيين، ما يرفع العائدات السياحية بنسبة +20%.  

 

وعلى المستوى الرمزي، رأى ساري أن النهائي سيعزز صورة المغرب كقوة كروية عالمية، ويمنحه زخماً تسويقياً هائلاً قبل مونديال 2030.

 

 الاستشراف نحو كأس العالم 2030.. من التجربة إلى الريادة

 

واعتبر المصدر نفسه أن تنظيم كأس إفريقيا يشكل تمرين جد مهم لاختبار البنية التحتية: الملاعب، النقل، الأمن، والخدمات.  

 

وذهب إلى أن تراكم الخبرة التنظيمية سيمنح المغرب قدرة أكبر على إدارة حدث عالمي بحجم المونديال، حيث يتوقع أن تصل العائدات السياحية والاقتصادية لمونديال 2030 إلى أكثر من 50 مليار درهم.  

 

وبحسب ساري فإن نجاح كأس إفريقيا سيعزز الثقة الدولية في المغرب، ويضعه في موقع الريادة كوجهة رياضية وسياحية آمنة ومستقرة.  

 

وفي ما يخص الأثر غير المباشر فيتمثل - وفق ساري - في تسويق صورة المغرب كبلد يجمع بين الأصالة والحداثة، ما يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الأجنبي المباشر في قطاعات السياحة، العقار، والخدمات.

 

وخلص إلى أن كأس إفريقيا 2025 ليس مجرد بطولة قارية، بل هو استثمار اقتصادي واستراتيجي يضع المغرب على سكة المونديال. كرة القدم تتحول هنا إلى قاطرة للتنمية، السياحة، والابتكار، وإلى منصة لتسويق صورة المغرب كقوة إقليمية وعالمية. 

 

وإذا بلغ "أسود الأطلس" المباراة النهائية، فإن الأثر الاقتصادي سيكون مضاعفاً، ليؤكد أن الرياضة ليست فقط فرجة، بل أيضاً اقتصاد المستقبل.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@