طنجاوي - بقلم: عبد العزيز حيون
يحذر العلماء من "أزمة ثلاثية" تهدد المحيطات، مسجلة أرقاما قياسية تاريخية لموجات الحر البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويواجه المحيط العالمي ضغوطا غير مسبوقة، فيما وصفه بيير باهوريل، المدير العام لمنظمة "ميركاتور أوشن إنترناشونال"، بـ"الأزمة الثلاثية" التي تتكون من: التغير المناخي، فقدان التنوع البيولوجي، والتلوث.
لكنّ البؤرة الأكثر إثارة للقلق العلمي تتركز في حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي أصبح واحدا من أكثر النظم البيئية ضعفا على هذا الكوكب.
المتوسط يغلي.. وسرعة قياسية للحرارة
تؤكد البيانات أن حوض البحر الأبيض المتوسط يواجه ارتفاعا في درجة حرارته أسرع بنسبة 20 في المائة تقريبا من المتوسط العالمي لبقية المحيطات،وقد وثقت الأرقام المسجلة في أوائل يونيو 2025 ذلك.
وصلت درجات حرارة سطح البحر إلى 30 درجة مئوية، أي بزيادة تبلغ حوالي 5 درجات مئوية عن المتوسط.
وتأثرت نسبة 62 في المائة من سطح البحر الأبيض المتوسط بموجات حر بحرية شديدة، وهو رقم قياسي تاريخي.
ولمواكبة هذه التغيرات المتسارعة، تعتمد منظمة "ميركاتور أوشن" على توأمة المحيط الرقمي الأوروبي (EDTO)، وهي منصة تجمع بين بيانات الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار تحت الماء والنماذج الحسابية في الوقت الفعلي.
ويساعد هذا النظام، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، في الكشف عن الأنماط التي كانت تمر دون ملاحظة وتحسين القدرة على التنبؤ بالظواهر المتطرفة، مثل تحمض المياه وارتفاع مستوى سطح البحر.
ويؤكد الخبراء أن الوضع يحمل عواقب مباشرة على الدول الساحلية، مهددا النظم البيئية البحرية و الأنشطة الاقتصادية الحيوية مثل الصيد، داعين إلى تحرك دولي عاجل يستند إلى العلم الدقيق والموثوق.