طنجاوي – غزلان الحوزي
يعتبر ميناء طنجة المتوسط أول ميناء مغربي بأبعاد دولية تتناسب والرؤية الملكية السامية بجعله ميناءا محوريا في مجال ربط الخدمات اللوجسيتكية والصناعية والتجارية مع جميع القارات. حيث أن أزيد من 200 سفينة تنقل يوميا حاويات مملوكة لأكبر الشركات العالمية من آسيا وأوروبا وأمريكا وأفريقيا عبر مضيق جبل طارق.
ويربط مركب ميناء طنجة المتوسطي، الذي يمتد على مساحة 1000 هكتار، حوالي 170 ميناءا من القارات الخمس، مع توفير قدرات كبيرة في المعالجة السنوية للسلع المتدفقة، وكذلك معالجة أزيد من ثلاثة ملايين حاوية و 700 ألف شاحنة، وحوالي مليون سيارة، وأزيد من 700 ألف مهاجر يعبرون سنويا المضيق عبر هذا الميناء.
والملاحظ أيضا أن انفتاح المستثمرين المغاربة والأجانب على القارة الإفريقية، أسفرت عن تطور تدريجي في الملاحة البحرية مع القارة الإفريقية، ذلك أن 35 ميناءا أفريقيا طار مرتبطا بميناء طنجة المتوسط، حيث أن ما يناهز 40 % من الحاويات المعالجة كانت قادمة أو موجهة إلى القارة الإفريقية، والتي تحتوي غالبا على منتجات صناعية واستهلاكية مثل علامة "بوش" و "ديكاتلون"و "داشر" و"تايكو انترناشيونار" وعلامات أخرى عالمية.
يذكر أن الأنشطة التي سجلها ميناء طنجة سمحت له بأن يحتل الرتبة 74 على الصعيد العالمي. وفي الوقت ذاته ارتقى المغرب بفضل هذا المركب المينائي إلى الرتبة 17 عالميا من حيث مؤشر جودة البنية التحتية للموانئ البحرية، وفق تصنيف الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" .
وبناءا على هذا الأساس، اختارت 700 شركة، ضمنهم "رونو" و"سيمنس" و"لير" و "ديلفى" و"أيرو" و"سوميتومو"...، الاستثمار في الإنتاج الموجه إلى الأسواق العالمية عبر مينائي طنجة المتوسط الأول والثاني. هذا الأخير تقدر كلفته الاستثمارية ب13 مليار درهم لإنشاء السواتر الكاسرة للأمواج على طول 4600 مترا، وأحواض على مساحة 2800 متر، وهو ما سيساعد هذا المركب المينائي على تحسين قدرته في معالجة تسعة ملايين حاوية، وبالتالي التطلع إلى إدماج ميناء طنجة المتوسط ضمن أفضل 20 ميناء محوري بالعالم .
*عن "La VIE éco"بتصرف