محمد العمراني
لم يتمالك السيد الوزير، عفوا كاتب الدولة المكلف بالنقل، الدكتور محمد نجيب بوليف، نفسه، وأطلق العنان للسانه بالسب والقذف في حق موقع "طنجاوي"، ردا على مقال نشرناه تحت عنوان " بوليف يشارك في الإطاحة بخيي من الأمانة العامة للمصباح "، خصصناه لخبايا وخلفيات إقصاء محمد خيي من عضوية الأمانة العامة للحزب، بعد اقتراحه من عبد الإله بنكيران.
ويبدو أن المقال أفقد بوليف طوره، وأفقده الاتزان الذي يفترض أن يتحلى به من يتحملون مسؤولية تدبير شؤون المغاربة، ومن استأمنوهم على أصواتهم، وكتب قائلا: ان يطلع علينا موقع طنجاوي ليقول ويؤكد بأن بوليف وقف ضد خيي لعضوية الأمانة العامة...من خلال عنوان عريض...ويشرح ويحلل كيف أني ساهمت في ذلك!!! والكل يعلم ان التصويت حول الأسماء يكون دائما سريا بالاوراق، كما يعلم الحاضرون أني لم أتدخل في مناقشة مقترح الأمين العام لإضافة اسماء جدد للامانة العامة، كما يعلم الحاضرون أنه لم يصدر مني داخل لقاء الأمانة العامة ما يمكن ان يفهم منه أني مع شيء اسمه " تيار الوزراء" داخل الحزب... يريدون ليوقعوا بين أبناء الحزب... يحاولون مرة مع هذا ، ومرة مع آخر... يحاولون ويحاولون... ألا لعنة الله على الكاذبين...".
لن ننجر إلى نفس أسلوب السيد كاتب الدولة المحترم، والقيادي بحزب العدالة والتنمية، الذي جعل من قيم الدين الإسلامي السمحة منهاجا ونبراسا لمنتسبيه، لكن دعونا نناقشه بهدوء:
أولا: السيد بوليف أفشى ما راج داخل اجتماع الأمانة العامة، عندما اعترف أنه لزم الصمت، ولم يناقش الأسماء المقترحة، بمعنى أن هناك من تناول الكلمة للدفاع عن بعض الأسماء والتجريح في أخرى، وأنه في سبيل الدفاع عن نفسه لم يتردد في إفشاء مداولات اجتماعات الحزب، والدكتور بوليف يعلم جيدا أن في الأمر مخالفة صريحة تعرض صاحبها للمثول أمام الهيئة الانضباطية.
ثانيا: بوليف اعترف من دون أن يدر أنه لم يدافع عن محمد خيي لنيل عضوية الأمانة العامة، وهو المعروف كأحد أقرب المقربين منه بمدينة طنجة، ولطالما خاض معارك شرسة داخل حزب المصباح بطنجة دفاعا عن نجيب بوليف، لكن السيد كاتب الدولة اختار الصمت، أو بالأحرى لم يمتلك الشجاعة للدفاع عن أحد أشرس مناصريه، ربما حتى لا يزعج رئيس الحكومة وزملائه المستوزرين، حتى لا نقول أنه لم يكن راغبا في إلحاق خيي بقيادة الحزب.
ختاما نتمنى على الدكتور بوليف أن يحفظ موقعه، و يعصم لسانه من أقبح الكلام، وأن يتحلى بمكارم الأخلاق، وأن يكون قدوة في التمسك بآداب الحديث و المحاججة.