طنجاوي - غزلان الحوزي
في مثل هذا اليوم، فاتح نونبر من سنة 1988، عُثر على أول جثة لشاب مغربي بشاطئ طريفة، والذي لم يتعرف على هويته أبدا، مهدت السبيل لعهد جديد من "المآسي المستمرة" باختفاء أزيد من 6700 شخص بعرض البحر.
كانت الجثة ملقاة على ظهرها بالرمل، بدت واضحة أنها لشاب مرتديا ملابسه، منتفخا بالمياه، وذراعاه ممدودتان، وبالقرب منه قارب جنح إلى اليابسة بشاطئ طريفة، كما هو موثق في صورة قام بالتقاطها صحفي يدعى إفونسو، ضمن عشرات الصور من كاميرا نيكون، صورة جابت أوروبا برمتها، وعلى نحو غير مقصود، خلدت الصورة ذكرى مأساة الهجرة السرية بجبل طارق.
اعترف الصحفي لموقع "دياري ودي قاديس"، أنه لم يدرك حينها أن أعداد الوفيات ستأتي فيما بعد، كان أول قارب يغرق وقتها، وأول جثة لفظها البحر يوم 1 نونبر، وجثتين في اليوم الموالي، وثلاث يوم 3 نونبر إلى أن بلغ عددهم 11 غريقا، واختفاء سبعة حسب رواية الناجين الأربعة الذين كانوا على متن ذلك القارب المنكوب والذي انطلق من طنجة في ذلك الوقت.
وأضاف أن الأمر لم يكن هكذا في السنوات السابقة لهذا الحدث المؤلم، لقد تم اكتشاف ظاهرة الهجرة بشكل تدريجي بين سنوات 1982 و 1983، و عندما كانت تصل القوارب إلى الشواطئ الأندلسية، حينها كان الحرس المدني يعتقد أنهم حمالو المخدرات، لم يهتم أحد لأمرهم بعدما أصبحت الظاهرة أكثر شيوعا، إلى أن حل يوم 1 نونبر لعام 1988، عندما تلقى الصحفي إشعارا بضرورة حضوره إلى الشاطئ بسبب ظهور جثة مهاجر، استيقظ الشعب الأندلسي آنذاك على واقع جديد بتحول المضيق إلى مقبرة جماعية لكثير ممن لم يفلحوا في الوصول، وحتى أولئك الذين لفظهم البحر يتم دفنهم في مقبرة الغارقين بمياه المضيق بطريفة..