طنجاوي - عبد الله الغول
بناء على معلومات وفرتها "الديستي" تمكنت عناصر المكتب المركزي للابحاث القضائية "البسيج" من تفكيك شبكة خطيرة للاتجار الدولي للمخدرات بين المغرب وأوروبا وأمريكا اللاتينية. وحال توصلها بالمعلومات التي تفيد باستعداد شاحنة من الحجم الكبير لنقل كمية كبيرة من مخدر الكوكاكيين من منطقة بونعايم بالجديدة نحو مدينة طنجة، قامت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائة بمراقبة الطريق الوطنية والطريق السيار الرابطين بين مدينة الجديدة والدار البيضاء. وقد أثارت شاحنة محملة بالخضروات ريبة رجال الأمن، ليقوموا بتتبعها إلى غاية باحة استراحة على مستوى الطريق السيار، ليتم إلقاء القبض على سائق الشاحنة ومساعده، وحجز تلاثين رزمة من الكوكايين كانت مخفية بعناية داخل صناديق الخضر.
وحسب ما كشفت عنه جريدة الصباح، التي أماطت اللثام عن تفاصبل هذا الملف، فإنه على إثر استنطاق سائق الشاحنة ومساعده، علمت عناصر الأمن أن الشحنة التي كانت متجهة لطنجة استدادا لتهريبها نحو أوربا، شحنت بمنطقة اتنين شتوكة من طرف الشخصين الموقوفين وشخص تالث يقود سيارة رباعية الدفع موصولة بمقطورة بيضاء اللون، والذي كان من المزمع أن يلتقياه في محطة الاستراحة ببوزنيقة، لتقوم عناصر الأمن بنصب كمين على مستوى المحطة المذكورة، وتنجح في اعتقاله.
وقد أدت عملية مواصلة البحث والمعلومات المستخرجة من الشخص التالث إلى اعتقال أصحاب شحنة المخدرات، ويتعلق الأمر بعصابة للجريمة المنظمة ينحذر أحد أفرادها من مدينة طنجة، وآخر من الفنيدق يدعى (ع.ح) وهو من ذوي السوابق العدلية في مجال الاتجار في المخدرات، إضافة إلى زعيم الشبكة، بالإضافة إلى دركي متقاعد، والذين تم اعتقالهم داخل شقة تعود ملكيتها لرئيس مركز الدرك باتنين شتوكة بالجديدة، حسب ما أدلى به صديقه الدركي السابق، و زعيم الشبكة الدولية لتهريب المخدرات المدعو (أ.ه) البالغ من العمر 57 سنة.
وخلال عملية التحقيق مع زعيم العصابة أقر أنه كان يشتغل في مجال تهريب السلع، لكن التضييق الجمركي على هذا النشاط جعله ينخرط في تجارة المخدرات بمساعدة صهره المدعو (م.أ) والموقوف ضمن الشبكة. وخلال اشتغاله مع صهره اطلع على طرق و مسالك تهريب المخدرات، حيث تم القيام بعدة عمليات تهريب ناجحة سواء نحو الضفة الأخرى، أو عمليات داخلية في الفترة بين 2006 و 2010 والتي كانت تتم بمساعدة الدركي المتقاعد الموقوف، الذي يسهل عملية مرور شاحنات المخدرات مقابل مبالغ مالية تتراوح بين الملونين والتلاث ملايين سنتيم.
ومن بين الموقوفين داخل هاته الشبكة التي استعلمت وسائل متطورة في عمليتها لنقل المخدرات من دراجات مائية وقوارب فانتوم لإيصال المخدرات إلى السواحل الأوروبية، كولونيل بالبحرية الملكية كان قد تعرف عليه زعيم الشبكة بالعرائش، وعرض عليه مبالغ مالية مقابل استخدامه لسلطته قصد تأمين عبور شحنات المخدرات بمنطقة نفوذه، إضافة إلى رئيس مركز الدرك الملكي بهشتوكة ودركي زميل له، والتي يقع ضمن نفوذه شاطئ بونعايم الذي استخدمته الشبكة كنقطة استلام شحناتها من الكوكايين.