طنجاوي - غزلان الحوزي
أخفق الزعيم الاشتراكي، بيدرو سانشيز، اليوم الثلاثاء، في الحصول على ثقة مجلس النواب الاسباني لتنصيبه رئيسا للوزراء بعد نحو ثلاثة أشهر من فوزه بالانتخابات العامة.
وصوت لصالح سانشيز 124 نائبا، هم نواب الحزب الاشتراكي (123) ونائب حزب (كانتابريا)، فيما امتنع 52 نائبا عن التصويت معظمهم نواب ائتلاف (أونيداس بوديموس) اليساري، وصوت ضده 170 نائبا، هم نواب الأحزاب اليمينية الثلاثة ونواب الأحزاب الكتالونية الانفصالية وأحزاب صغيرة أخرى.
وبذلك أخفق سانشيز كما كان متوقعا في الحصول على الأغلبية المطلقة ( 176 صوتا ) في الجلسة التي شارك فيها 346 نائبا (من أصل 350)، وذلك لوجود أربعة نواب كتالونيين انفصاليين في السجون.
وستنعقد جلسة التصويت الثانية بعد 48 ساعة وفق ما ينص عليه الدستور الاسباني، وعليه فإن الاشتراكيين يحظون بمهلة حتى ظهر يوم الخميس المقبل للتوصل إلى اتفاق مع حلفائهم اليساريين، لتشكيل حكومة ائتلاف وإنقاذ مهمة تشكيل حكومة.
ويتوقع أن يستأنف سانشيز المفاوضات مع ائتلاف (بوديموس) اليساري لتشكيل حكومة ائتلاف، رغم الصعوبات حيث يطالب الائتلاف بمناصب "حقيقة وليس للزخرفة"، في الوقت الذي يتمسك فيه الحزب الفائز بجميع الحقائب الوزارية، مع العلم أنه لم يكشف عن فحوى المفاوضات أو المناصب التي يقدمها الاشتراكيون لحليفهم أو عددها.
وطالب سانشيز في خطابه أمام مجلس النواب الحزب اليميني المحافظ "ثيودادنوس" بالامتناع عن التصويت في الجلسة الثانية يوم الخميس المقبل، كما طالب بذلك أيضا الحزب الموالي له، ما أثار حفيظة (بوديموس) الذي لم يتقبل أن تطرق أبواب اليمين طالما أن المفاوضات بين قوى اليسار جارية.
كذلك دعا زعماء الأحزاب الانفصالية الكتالونية والقومية الباسكية الحزب الاشتراكي إلى التفاهم مع (بوديموس)، وتقديم التنازلات وعدم المخاطرة بتنظيم انتخابات ثانية، قد تعاقب قوى اليسار في إسبانيا، برغم أن تلك الأحزاب أعلنت تأييدها لحكومة ائتلاف بين الاشتراكيين والائتلاف اليساري، وهو ما سيترجم بامتناعها عن التصويت على أقل تقدير في جلسة التصويت الثانية يوم الخميس المقبل.
وفي حال أخفق سانشيز في حشد الدعم الكافي يوم الخميس المقبل، عندما سيحتاج للأغلبية النسبية فقط، فسيحظى بمهلة جديدة مدتها شهران لمحاولة التوصل إلى اتفاق جديد، علما انه إذا أخفق مجددا فإن الملك الإسباني سيحل مجلسي البرلمان، وسيدعو إلى انتخابات جديدة ستنظم في 10 نوفمبر المقبل.