طنجاوي – إنصاف المغنوجي
بين الأحياء العتيقة لمدينة طنجة، تحديدا بحي الدباغ ، يتدفق هذا الماء بغزارة ، إنه منبع سيدي ميمون، ضريحه قبلة للزوار منذ مئات السنين، يعتقدون أنه خلاصهم من مشاكل نفسية، ومعضلات اجتماعية، وأمراض مستعصية، وبهذا الماء يغتسلون لقناعتهم الراسخة أنه جالب للبركة، لا أحد يعرف بالتحديد مصدر هاته المياه المتدفقة بفناء الضريح، ومنه يتسرب في أكثر من اتجاه، مخلفا تشققات وتصدعات بسور المدينة القديمة المطل على الميناء الجديد .
في الوقت الذي يتم فيه سقي المساحات الخضراء بالماء الصالح للشرب، مع ما يشكله الأمر من استنزاف خطير لهاته الثروة الحيوية، ناهيك عما يكلفه من مبالغ خيالية يؤديها دافعو الضرائب من ساكنة المدينة، ينتصب سؤال كبير حول عدم التفات القائمين على تدبير شؤون مدينة طنجة، من سلطات ولائية ومنتخبين، إلى ضرورة التحرك لوقف إهدار ملايين الأمتار المكعبة، التي تضيع هباء، ولم لا استغلالها في سقي المناطق الخضراء التي تزايدت مساحاتها في المدينة خلال السنتين الأخيرتين...
منبع سيدي ميمون عينة من منابع كثيرة تتواجد بمدينة طنجة، تضيع بها يوميا كميات هائلة من المياه، في غياب أي تحرك من الجهات المسؤولة، حيث بات من واجبها اليوم اتخاذ ما يلزم من تدابير لتوظيف هاته الثروة بما يخدم صالح المدينة ومصالح ساكنتها.