محمد العمراني
بعد موجة الغضب والاحتجاج التي اثارها حرمان نادي اتحاد طنجة لكرة السلة من المنحة السنوية بقرار من لجنة الشؤون الرياضية والثقافية بمجلس المدينة، والتي اعتبرها المتتبعون للشأن الرياضي فضيحة من العيار الثقيل، كشفت لكل من لازال يساوره الشك طبيعة المسؤولين عن تدبير شؤون المواطنين الذين ابتليت بهم المدينة.
وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر من المتورطين في هاته الجريمة مراجعة أنفسهم وتقديم الاعتذار لمسؤولي هذا النادي ومنخرطيه وجماهيريه، أبى بطل هاته الفضيحة إلا ان يكشف أوراقه للعلن، ويفضح حجم الحقد والغل الذي يكنه لهذا النادي العريق.
عزيز الصمدي، نائب عمدة طنجة المكلف بالرياضية، وهو الذي ترأس اجتماع اللجنة المذكورة، خرج على صفحته الشخصية ببلاغ اعطاه رقم واحد، وكانه دخل حربا ضروسا، ( لاأدري لماذا تذكرت وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ليلة سقوط بغداد؟!)، خصصه لاستعراض ما اعتبرها مبررات لحرمان نادي اتحاد طنجة لكرة السلة من المنحة السنوية.
لن اقف على مجمل دفوعاته، لانها متهافتة، ينسفها الواقع وتفتقد السند القانوني، من قبيل عدم خوض النادي للبطولة الوطنية، والحال ان الانشطة الرياضية لهذا النادي لم تتوقف طيلة السنة، وهذا يعني واحدا من إثنين، إما أن الصمدي غير متابع للحياة الرياضية بالمدينة، وهاته فضيحة، وإما انه يصر على إنكار الواقع وتلك مصيبة لا تليق بمسؤول يعتبر نفسه انه ينهل من المرجعية الاسلامية.
ما أثارني حقيقة في بلاغه / الفضيحة هو اعتماده على قرار صادر عن الجامعة في مارس المنصرم يقضي بإنزال اتحاد طنجة لكرة السلة الى القسم الوطني الثالث، والمصيبة التي تبعث علي الالم والاشفاق معا، هي ان الصمدي لا يخفي انتشاءه بهذا القرار، وكانه ممسكا بكلاشينكوف ويتلذذ بالاجهاز على العدو، والحال ان الصمدي يعرف جيدا ان قرار الجامعة اصبح في حكم العدم، بعد قرار وزارة الشباب والرياضة حل الجامعة، وتشكيل لجنة خاصة للاشراف على إعادة هيكلة الجامعة، كما تم الغاء جميع القرارات التاديبية الصادرة في حق العديد من الاندية ومن ضمنها اتحاد طنجة، كما تم الاعلان عم توقيف البطولة الوطنية.
فهل الصمدي لم يكن على علم بهاته القرارات؟
ستكون فضيحة كبرى إذا كان الامر كذلك، لأنها ستؤكد بالملموس ان هذا "المسؤول" عن تدبير الشان الرياضي بمجلس المدينة غير مؤهل للقيام بمهامه.
المؤكد، ان الذين يعرفون الطبيعة النفسية للصمدي، يجزمون ان الرجل حقود، وميال للانتقام من مخالفيه ومعارضيه، وبالتالي فهو يعرف جيدا ان اوراش رئيس الجامعة المعزول هو من اشد خصوم واعداء اتحاد طنجة، وانه حاول بكل الوسائل إعدام النادي دون أن يفلح في ذلك.
وحيث ان الحقد قد أعمى عيني الصمدي، فإنه لم يتردد في وضع يده في يد اوراش، العدو اللدود لاتحاد طنجة لكرة السلة، لاستكمال مخطط الاجهاز على هذا الفريق، وبذلك قبل هذا القيادي في حزب العدالة والتنمية على نفسه ان يلعب دور الطابور الخامس، وان يتآمر على ناد ينتمي لمدينته، في الوقت الذي يفترض فيه ان يكون الصمدي في طليعة المدافعين عنه، لا ان يتموقع في جبهة الخونة والمتآمرين.
اليوم وبعد انكشاف هاته الفضيحة التي ورطت حزبا يدعي انه جاء للدفاع عن مصالح المدينة والساكنة، هل سيجرؤ عمدة المدينة على تصحيح الوضع بإنصاف نادي اتحاد طنجة، وعلى فتح تحقيق في الاتهامات الموجهة الصمدي بالتآمر على ناد ينتمي لمدينة هو مسؤول عن تدبير شوونها، وعرضه على لجنة الانضباط والاخلاقيات داخل حزب المصباح، لما تسببت فيه حماقات هذا الشخص من إساءة بالغة لصورة الحزب.
شخصيا أشك في ان يمتلك سي البشير الجرأة لمساءلة الصمدي، وهو يعرف جيدا السبب الذي يمنعه عن ذلك.