أخر الأخبار

شكاية لشكر/ شجب الحساني /صمت العبدلاوي.. قصة تدنيس النصب التذكاري للمجاهد اليوسفي بطنجة

طنجاوي ـ  يوسف الحايك

تصوير وتوضيب: سفيان العشاب ومحمد بولعيش


فتحت المصالح الأمنية تحقيقا، على خلفية تدنيس النصب التذكاري للزعيم الراحل عبد الرحمان اليوسفي بطنجة.
شكاية
في غضون ذلك، تقدم محمد غدان المحام بهيئة طنجة بشكاية لفائدة إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي من أجل "الاعتداء والإساءة للنصب التذكاري للراحل عبد الرحمان اليوسفي والتخريب والتعييب العمدي لنصب أنشأته السلطة العامة".

وأوضحت الشكاية التي يتوفر "طنجاوي" على نسخة منها أنه "صباح اليوم الأحد (31 ماي) فوجئت شرائح واسعة من المواطنات والمواطنين الذين عبروا عن استنكارهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكذا عموم الاتحاديات والاتحاديين عبر ربوع الوطن باعتداء وحشي شنيع ووسخ من طرف مجهولين طال النصب التذكاري لفقيد الوطن الأستاذ والمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، والمثبت في الشارع الذي يحمل اسمه بالمدينة".

وأبرزت الشكاية أن شارع الراحل عبد الرحمان اليوسفي "تم تشييده في الذكرى 17 لعيد العرش حيث أشرف جلالة الملك محمد السادس على تدشينه وتسمية أحد شوارع طنجة باسم ابنها البار المجاهد عبد الرحمان اليوسفي وفي مبادرة تحمل معاني التقدير والاحترام لهذا الرمز الوطني الكبير".

وأكدت الوثيقة أن الأفعال الجرمية المشار إليها "يمكن معاينتها بموجب تعليمات النيابة العامة من طرف الشركة القضائية المختصة علما أن المكان مزود بكاميرات المراقبة مما يسهل إمكانية التعرف على الفاعل الأصلي والمساهمين والمشاركين في الأفعال الجرمية التي مست بكرامة المرحوم عبد الرحمان اليوسفي كأحد رجالات الدولة المغربية، وألحقت ضررا معنويا بذويه وأقاربه وبالشعور الوطني العام لكافة المواطنين والمواطنات".
ونبهت الشكاية إلى أن "خطورة الأفعال الجرمية تتجلى في محاولة إشاعة الحقد والكراهية بين المواطنين والإساءة إلى الرموز الوطنية التي أسدت خدمات جليلة للمجتمع والدولة، الأمر الذي يتطلب الإسراع في الكشف عن هوية المتورطين في هذا الفعل الجبان وتقديمهم للعدالة وطبقا للقانون".
واستندت الشكاية على الفصل 595 من مجموعة القانون الجنائي المغربي الذي يعاقب بـ"الحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم كل من خرب أو هدم أو كسر أو عيب عمدا بناء أو تمثالا أو رسما أو أي شيء آخر مخصص للزينة أو المنفعة العمومية أنشأته أو وضعته السلطة العامة أو أذنت به".


وقفة
في الأثناء، قالت الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي بجهة طنجة تطوان الحسيمة إنها "تدين بقوة العمل الإجرامي الجبان الذي طال النصب التذكاري للمجاهد الرمز سي عبد الرحمان اليوسفي".
وأعلنت في بيان عن تنظم وقفة رمزية بالمكان عينه مع القوى الحية بطنجة وعموم المواطنين، وتقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة".

وأعربت عن "امتنانها الكبير لمشاعر التضامن والمساندة التي توصلت بها من مختلف المناضلين بالجهة وعلى الصعيد الوطني ومن مختلف الأصدقاء والرفاق في الأحزاب الوطنية والديموقراطية ومكونات المجتمع المدني ضد هذا العمل المقيت الغريب عن قيم الشعب المغربي و ثوابت دينه الحنيف".


الحساني: عمل جبان

وفي سياق ردود الفعل المستنكرة، سجلت فاطمة الحساني، رئيسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة استنكارها وشجبها "الشديدين لعملية التدنيس التي طالت النصب التذكاري الذي يخلد اسم الفقيد الراحل السيد عبد الرحمان اليوسفي بأحد شوارع مدينة طنجة باعتباره رجلا وطنيا بامتياز".

واعتبرت في منشور على الصفحة الرسمية لمجلس الجهة على الفايس بوك أن هذا "العمل الجبان الذي ارتكب تحت جنح الليل، والمعزول في الزمن والمكان، لا يمت بأدنى صلة لأخلاق وقيم المغاربة الذين يكنون كامل الاحترام والتقدير لروح الفقيد الراحل، والذي يحظى كذلك بمكانة خاصة في قلوب ساكنة طنجة والجهة ككل".

وخلصت إلى أنه "لا يمكن السكوت على مثل هاته الأفعال الشنيعة التي تسيء لسمعة بلادنا، ويتوجب الضرب بيد من حديد على مرتكبيها".


العبدلاوي.. صمت!

في المقابل، لاذ البشير العدلاوي عمدة مجلس المدينة بالصمت.
واكتفت البوابة الرسمية للجماعة بنشر تعزية في وفاة الزعيم السياسي الراحل.

هذا الأمر، رأى فيه مراقبون أمرا لا يليق بعمدة المدينة والذي يرأس مؤسسة تمثل ساكنة المدينة، حيث من المفروض ان يتم التعبير عن موقف الإدانة عبر الموقع الرسمي للجماعة.


تطرف عنيف!
وكانت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أدانت في وقت سابق ما جرى.
ووصفت المنظمة في بيان ما وقع بـ"السلوك الشنيع يؤكد على أن الفقيد دخل التاريخ من بابه الواسع وأن اسمه نحت في كتبه".
وقالت المنظمة الحقوقية إنها تلقت خبر "قيام عناصر متطرفة بتلطيخ لوحة تذكارية تحمل اسم فقيد الوطن الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي في الشارع الذي سمي باسمه بمدينة طنجة".
ووقفت المنظمة على ما "عبر عنه أبناء وبنات مدينته بحزنهم عبر وضع أكاليل الزهور تحت هذه اللوحة، (...) بعد مرور يومين فقط على وفاته التي استقبلها عموم المواطنات والمواطنين والكثير من نساء ورجالات حقوق الإنسان والسياسة والفكر على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي بأسى وحزن عميقين".
وأكدت على أن ذاكرة الوطن، وكذا ذاكرة المواطنات والمواطنين "لا يستطيع مثل هذا السلوك المتطرف محو اسم الفقيد منهما وهو الذي يؤمن بقيم ومبادئ حقوق الإنسان القائمة على التسامح ونبذ الكراهية والعنصرية والتطرف بجميع أشكاله".
وطالبت المنظمة السلطات المعنية بالتحقيق في "هذه النازلة واتخاذ الإجراءات القانونية إزاء من قام بهذا الفعل الذي يعتبر شكلا من أشكال التطرف العنيف، وكذا لمن كان وراء هذه السلوكات".
ولاقت هذه الواقعة، إدانات من طرف طيف واسع من الفعاليات الحقوقية والمدنية محليا ووطنيا.
في المقابل، بادرت فعاليات بمدينة طنجة إلى تكريم روح الفقيد من خلال وضع شموع وزهور بالنصب التذكاري قبل ساعات من تدنيسه.


الزعيم.. في ذمة الله
وتوفي اليوسفي بالدار البيضاء ليلة الخميس- الجمعة (28 ـ 29 ماي) الحالي، عن عمر يناهز 96 سنة.
وقد تم نقل الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، يوم الأحد الماضي، إلى مصحة الشيخ خليفة بالدار البيضاء حيث وضع في قسم الإنعاش على إثر وعكة صحية.


مسار

وازداد اليوسفي في 8 مارس 1924 بمدينة طنجة، قد التحق بصفوف الحركة الوطنية عندما كان تلميذا بثانوية مولاي يوسف بالرباط.
وكان الراحل عضوا بالأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي تحول إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975.
وتولى اليوسفي رئاسة تحرير لسان الحزب جريدة “التحرير” (1959 – 1965).
وفي 4 فبراير 1998 كلفه الملك الراحل الحسن الثاني بتشكيل حكومة التناوب، التي قدم تشكيلتها إلى جلالته في 14 مارس من نفس السنة.
وبعد وفاة الملك الحسن الثاني احتفظ به الملك محمد السادس على رأس الحكومة، وخصه بتكريم خاص.
وأعيد تعيينه وزيرا أول في الحكومة التي تم تشكيلها في 6 شتنبر 2000، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية 9 أكتوبر 2002.


تكريم
وكان الملك محمد السادس، قد أشرف بمناسبة عيد العرش لسنة 2016، بطنجة، على تدشين شارع "عبد الرحمان اليوسفي"، الذي يحمل إسم الوزير الأول لحكومة التناوب ( 1998- 2002).
وشكلت هذه المبادرة الملكية، تكريما لأحد أبناء طنجة وكبار شخصيات الحركة الوطنية، ورجل الدولة الذي طالما أبان عن تفانيه الكبير وحكمته وتبصره ونكران الذات في الاضطلاع بمسؤولياته.
ويقع شارع "عبد الرحمان اليوسفي"، الذي كان يحمل سابقا إسم "السلام" بوسط مدينة طنجة، حيث يربط شارع مولاي يوسف بشوارع مولاي عبد الحفيظ ومولاي عبد العزيز ومولاي سليمان وهارون الرشيد.
وفي سنة 2019، ترأس الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بتطوان حفل أداء القسم من طرف 1839 ضابطا متخرجا من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية، وكذا الضباط الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، من بينهم 283 ضابطة.
وبهذه المناسبة، أطلق الملك، على هذا الفوج إسم "الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي" تكريما لمبادئه الثابتة في حب الوطن، والتشبث بمقدسات الأمة، وبالوحدة الترابية للمملكة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@