طنجاوي - بقلم: عبد العزيز حيون
ينطلق اليوم في المغرب العرس الكروي الأفريقي في نسخة يصفها الخبراء بأنها الأقرب إلى المعايير الأوروبية في تاريخ البطولة.
"أسود الأطلس"، المستضيفون والمرشحون الأبرز، لا يقدمون فقط فريقا مدججا بالنجوم الذين أبهروا العالم في قطر، بل يقدمون بنية تحتية ومنشآت تضع القارة السمراء على أعتاب مرحلة جديدة من الحداثة، خاصة مع اقتراب تنظيم مونديال 2030.
وتتميز هذه النسخة بغياب العشوائية التي طالما ارتبطت ببطولات أفريقيا،على حد تعبير الصحافة الإسبانية، حيث تفرض الحداثة نفسها من خلال استخدام تسعة ملاعب عالمية، خمسة منها ستكون مقرا لمباريات كأس العالم بعد أربع سنوات، بما في ذلك ملعب الرباط الذي يحتضن الافتتاح والنهائي.
ولأول مرة في تاريخ "الكان"، تقيم جميع المنتخبات الـ24 في فنادق من فئة 5 نجوم، وتم تخصيص ملعب تدريب مستقل لكل منتخب، وهو ترف تنظيمي لم يسبق له مثيل في القارة.
إقبال جماهيري قياسي وطموح المشروع الوطني
بلغت مبيعات التذاكر أرقاما قياسية، حيث تم سحب أكثر من 800 ألف تذكرة قبل عشرة أيام من الانطلاق، رغم الارتفاع الملحوظ في الأسعار مقارنة بالنسخ السابقة.
المنتخب المغربي، بقيادة وليد الركراكي، سيخوض جميع مبارياته في معقله بالرباط، مدعوما بكتيبة من النجوم يتقدمهم أشرف حكيمي وإبراهيم دياث.
المشروع المغربي لا يهدف فقط لتنظيم ناجح، بل يسعى لتتويج جيل ذهبي باللقب الغائب عن الخزائن منذ عام 1976.
وبالرغم من أن المغرب هو المرشح الأول، إلا أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود في ظل وجود منافسين أشداء مثل السنغال، مصر بقيادة صلاح، ونيجيريا بقيادة أوسيمين.
تنظيم بمواصفات عالمية
تتوزع البطولة على ست مدن رئيسية هي: أكادير، الدار البيضاء، فاس، مراكش، الرباط، وطنجة. ويعكس هذا التوزيع الجغرافي القوة الاقتصادية والسياحية للمملكة، التي تسعى لإثبات أن أفريقيا قادرة على تنظيم بطولات تضاهي "اليورو" من حيث الانضباط، الجودة التقنية، والرفاهية.
اليوم، تبدأ الرحلة ليس فقط للبحث عن بطل جديد للقارة، بل لاستعراض قدرة المغرب على قيادة القارة نحو آفاق عالمية جديدة.