طنجاوي

هل فقدت الشعور بالأمان و أصبحت تعيش عزلة قاتلة ؟، هل مازلت تبحث عن سبب حالتك هذه ؟.. إذن، لا تدع خيالك يسرح بعيدا. سبب تعاستك وفقدانك لمعنى الحياة  بين يديك الآن، نعم إنه ذاك الجوَّال الذي لا يفارقك أبدا، أو جهاز الكمبيوتر الذي تجالسه لساعات طويلة.

حسب مقال نشرته مجلة "سيدتي"، فان الإحصائيات تبين أن  ما يقارب 40 مليون شخص حول العالم، يتعرض سنويا  لاضطرابات القلق، و الاكتئاب و يتأثر بها، حيث أن علماء النفس أكدوا على ارتفاع هذه الظاهرة في العقود القليلة الماضية، وعزوا ذلك إلى تراجع الترابط الاجتماعي، الذي صار مؤشرا على انهيار خطير في المجتمعات.

و حسب ذات المصدر، فقد لاحظ العلماء انخفاضا حادا في المشاركة المدنية، حيث أن الأفراد يكتفون بالتواصل مع عالمهم الخارجي عن طريق الأجهزة الالكترونية، ويبقون معزولين ومنهمكين في عوالمهم الافتراضية.

فالرسائل النصية و الرسائل المرسلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قضت على كل ما هو إنساني، و كل ما من شانه تعزيز الثقة و التواصل الشخصيّ مع الآخر. وهذا ما يؤدي إلى تراجع وغياب الروابط الاجتماعية، وإلى الشعور بالوحدة وفقدان المشاعر الإنسانية، لأن الكلمات التي يسمعها الشخص من الآخرين، لها تأثير عميق في مشاعره، وتزوده بالثقة والأمان.

و يؤكد علماء النفس أن المجتمع يتيح  للأشخاص أن يعشوا حيوية اللحظة و التفاعل بإنسانية مع محيطهم، عوض عالم افتراضي (عالم الإنترنت) جامد، ولا يمكن الوثوق به.