طنجاوي
كشفت دراسة حديثة نشرها الموقع الإنجليزي "ريوترز "، أن مجموعة من الباحثين وأطباء أعصاب في تشيلي، استطاعوا أن يربطوا بين حركة العين و نشاط المخ، و علاقة ذلك بمرض ألزهايمر
ويؤمن باحثون، في معهد الطب الحيوي ومبحث الجهاز العصبي، في تشيلي أن هده العلاقة القائمة بين العين و المخ، يمكن أن تكون الطريق نحو العلاج و ذلك من خلال مراقبة أنماط تحرك العين، والأنشطة الكهربائية للمخ، و بالتالي رصد أعراضه في مرحلة مبكرة لدى أشخاص لم تظهر عليهم بعد أعراض الزهايمر.
ويقول برونيتي، و هو قائد فريق البحث، أنهم اعتمدوا خلال هده الدراسة على مجموعة من الاختبارات، تمثلت في التنقل بين الأشياء عن طريق الكمبيوتر، ومن خلال برمجيات الفحص الدقيق لمعرفة أول الوظائف، التي تغيرت لدى مرضى الزهايمر، كما ركزوا على وظيفة معينة لها علاقة بعملية التشفير، وتطور قدرات الذاكرة الإدراكية، والتي تساعد الناس على التحرك وسط البيئة المادية. إلا أن النتائج سرعان ما بينت أن الوظائف الإدراكية هي أول ما تغير عند مرضى الزهايمر خلال المراحل الأولى.
و على هدا الأساس فان تراجع الوظيفة الإدراكية هو اندارمسبق للإصابة بالمرض، و فرصة للتغلب عليه. ويضيف قائد البحث أن الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم بنوع من الخرف يأتون بنفس حركات العين، وهم يتحركون في "غرفة" افتراضية لمن هم في حالة متقدمة من المرض.
الزهايمر أخطر الأمراض التي تصيب المخ، وخاصة الذاكرة، فيعمل على تدمير خلايا الذاكرة للمريض شيئا فشيئا، حتى يفقد المريض القدرة على التحكم في سلوكياته، ويفقد القدرة على التفكير، فيرهق المريض ذهنيا و نفسيا، و يتحول من راشد، حكيم وعاقل، إلى صغير يتطلب عناية وحرص وحنان أكثر من الطفل الصغير. والتشخيص المبكر للزهايمر هو استعداد نفسي لكل من المريض وأسرته، و فرصة لتأخير ظهور أعراض المرض عبر أدوية وعلاجات أخرى متوفرة بالفعل.
و هكدا يبقى الزهايمر رغم كل محاولات التصدي له حكاية مرض، و ضحك وحب وبكاء لا يعرف طعم المعاناة التي يولدها إلا المريض وأسرته.