طنجاوي - غزلان الحوزي
أعلنت جهة العاصمة مدريد، أمس الجمعة ، تقييد التحركات على نحو 13% من سكانها اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وسيكون بمقدور السكان المعنيين مغادرة أحيائهم للذهاب إلى العمل، وزيارة طبيب أو أخذ أولادهم إلى المدارس، وفق ما كشفت عنه ايزابيل دياث أيوسو، رئيسة هذه الجهة، ذات 6,6 مليون نسمة..
وأضافت داث أنه يتوجب "بأي ثمن تجنب كارثة اقتصادية" يمكن أن يؤدي إليها فرض عزل شامل على جهة العاصمة التي لازالت تعد بؤرة وبائية بإسبانيا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة، رئيسة الجهة إلى عقد اجتماع عاجل لإيقاف "تسونامي" الإصابات والوفيات في هذه الجهة، بعد الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا مقارنة بباقي جهات إسبانيا.
وكانت أيوسو قد تهربت قبل يومين من تحمل نتائج إخفاقها في تدبير الأزمة، محملة، في تصريحات صحفية، للمهاجرين مسؤولية الارتفاع في عدد الإصابات، "بسبب عاداتهم الاجتماعية".. وقد تحولت رئيسة الجهة بسبب هذا "التبرير" إلى مادة للسخرية بين الإسبان، الذين علّقوا بأن الرئيسة أصبحت "تتوسل" كل المبررات، حتى المضحك منها، لإخفاء فشلها في تدبير هذه الجهة المهمة والإستراتيجية في إسبانيا لملف كورونا.
وفي ذات السياق، اعتبر أفراد من الجالية المغربية بأن هذا الادعاء مردود عليه، بحكم أن أقل نسب الإصابات وكذا الوفيات بالفيروس هي التي تسجل بين أفراد الجالية الأجنبية في الجهة، مشددين على أنهم يلتزمون تماما بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي أقرتها السلطات المعنية.
وتشهد جهة مدريد، وهي أصغر من جهة "لومبارديا"، التي تفجر فيها الوباء في إيطاليا، تسجيل أعدادامن الإصابات والوفيات تفوق نظيرتها في الجهة الإيطالية بنسب كبيرة. وفي خضم ذلك تشهد مستشفيات جهة مدريد احتجاجات متواصلة من الأطر الطبية والصحية ردا على التدبير الطبي السيء للجائحة من رئيسة الجهة، التي لم تستفد ولم تصحح الأخطاء التي وقعت فيها إبان الموجة الأولى لانتشار فيروس كورونا.
وتحتل جهة مدريد الرتبة الأولى في كل أوروبا بتسجيلها 108 آلاف حالة إصابة و8 آلاف و546 وفاة، رغم أن مدنا أكبر منها من حيث الكثافة السكانية، مثل باريس ولندن، لم تسجل فيها مثل هذه الأرقام "المرعبة "،