طنجاوي / بوملال زكي*
كثر الحديث واللغط عن قفة جود المرتبطة بجناح الحمامة كأنها بدعة محرمة تستوجب اصدار فتوى تجريمها حتى لاتغوي المجتمع المغربي.
سال المداد بجميع ألوانه مستهدفا ومشيطنا قفة "جود" وكأن التكافل الاجتماعي منوط فقط بفئة معينة دون غيرها وقد ألبسوها جلباب السياسة دون التطرق لقفف الرموز الأخرى وأهمها قفة "القنديل" اللتي تستهدف فقط الكتلة الانتخابية المحسوبة عليه لضمان استمرارها مزينة برداء ديني حتى تكتسب عفة مفقودة.
قفة جود ارعبت نسائمه نار القنديل حيث اصاب تيارها رعب كبير من شمولية استهدافها لكل المعوزين وصنفوها خطر داهم يجب محاربته حتة لا يخمد ماتبقى من توهج نار (اللامبا) اللتي خبت كثيرا جراء التسيير الكارثي والقرارات اللتي اثقلت كاهل جميع المغاربة من كل الطبقات الاجتماعية...
اذا كانت جود لغويا مرتطبة بصفات المغاربة المعروف عنهم التكافل الاجتماعي في كل الظروف قد زحزحت معالم المسميات الأخرى كالعون او الاغاثة فإن رمزيتها لاتفقد بريقها بقلم شاذ أو تصريح من هنا وهناك يتبين من خلال ترتيله انه حق يراد به باطل...
دعوة من قلمي أن يتنافس المتنافسون لا الركوب على الحدث لتموقعات أمست للقريب والبعيد عن الشأن الوطني واقعا ملموسا أصبحت فيه يد المساعدة واجبا أخلاقيا في ظل ما تعانيه أغلب فئات المجتمع نتيجة الأخطاء الكارثية لنخبة القنديل الذي انخدع الشعب فيهم وهم يقدمون أنفسهم له أنهم فرسان المرحلة القادمة مرتدين لباس التقوى مطبلين بعفة اليد قبل أن يذيقوه الويلات في كل المجالات...
أما صورة أمناء الاحزاب الثلاثة اللذين كلفوا انفسهم تحرير وإصدار بيان التنديد ضد قفة جود ستبقى شاهدة على الشرخ العميق الذي يفرق بين الأحزاب المغربية والشارع المغربي الذي يكمد جراح همومه والمبجلون لاهم لهم إلا ما يزحزح مواقعهم أما التكتل الذي يستهدف العيش الكريم للشعب فهو بعيد عن اهتماهم، لتبقى المحطات القادمة فقط ما يستطيع الكشف عن نوايا كل الأطراف، وقدرتهم على الوصول إلى بر الأمان.
*فاعل مدني