طنجاوي
تعرف إسبانيا اليوم الأربعاء إضرابا عام ادعت إليه أبرز النقابات العمالية والطلابية، احتجاجا على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ عامين.
ويطالب المشاركون في الإضراب بقطع كافة أشكال العلاقات مع إسرائيل وتفعيل العقوبات عليها، وتحويل الإنفاق العسكري بين الحكومة الإسبانية وإسرائيل إلى المجالات الاجتماعية الحيوية التي تهم المجتمع الإسباني، مستندين في ذلك إلى نماذج من الإضرابات والمقاطعة الدولية السابقة مثل ما قامت به جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري.
ويأتي هذا الإضراب في خضم الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي ودخل حيز التنفيذ، لكن المضربين يصرون على استمرار تحركاتهم حتى "تحقيق العدالة ووقف كافة أشكال التعاون مع إسرائيل" في ظل ما يعتبرونه "تقاعسا حكوميا" في اتخاذ إجراءات عملية نصرة للفلسطينيين.
كما تأتي هذه الدعوات مترافقة مع موجة تصاعدية من الاستياء الشعبي والمواقف النقابية في إسبانيا بعد مهاجمة إسرائيل "أسطول الصمود" الذي انطلق من برشلونة بمشاركة أوروبية واسعة، وسط انتقادات لموقف الحكومة الإسبانية التي اكتفت -حسب النقابات- بتدخل إجرائي دون اتخاذ تدابير فعلية ضد إسرائيل.
وفي الشهر الماضي، شهد ميناء برشلونة انطلاق أولى سفن "أسطول الصمود" لكسر الحصار المفروض على غزة ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع منذ عامين، وسرعان ما انضمت للأسطول عدة سفن من محطات عربية وأوروبية وصل عددها لنحو 50 سفينة وعلى متنها أكثر من ألف ناشط من مختلف الجنسيات، لكن البحرية الإسرائيلية هاجمت الأسطول في المياه الدولية واعتقلت المشاركين فيه.
وتؤكد النقابات على أن الإنفاق الإسباني على التسلح وعلاقات ذلك التجارية مع إسرائيل يجب أن يتحول لصالح القطاعات الاجتماعية في البلاد كالصحة والتعليم.
وكان ميناء برشلونة قد شهد في الشهر الماضي انطلاق أولى سفن أسطول الصمود الهادف إلى كسر الحصار المفروض على غزة منذ عامين، بمشاركة نحو 50 سفينة تقل أكثر من ألف ناشط من مختلف الجنسيات، قبل أن تتعرض لهجوم من البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية واعتقال المشاركين فيه، في حادثة أثارت موجة إدانات واسعة داخل إسبانيا وخارجها.
وينظر النقابيون والطلاب إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي بوصفه حدثا محوريا وضروري جدا لسكان القطاع، لكنه غير كافٍ لإنهاء الإضراب أو خفض سقف المطالب.
ويجمع هؤلاء على أن الهدف من الإضراب ليس مجرد رد فعل ظرفي، بل هو تعبير عن قناعة راسخة بأن أي تسوية غير عادلة أو تكرّس الاحتلال لن تكون مقبولة شعبيا، وأن التحرك سيبقى متواصلا مهما تغيرت التفاهمات الرسمية.