طنجاوي _ يوسف الحايك
قال مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة إنه تابع بـ"قلق واستياء كبير ورود أخبار معززة بصور حول قيام بعض الأشخاص بإزالة لوحات فنية من الزليج توجد عند مدخل بناية "سيرويا Seruya" الكائنة بشارع الحسن الثاني بمرشان، يوم السبت (13 غشت)، لكن بعد تدخل الساكنة تم توقيف الأشغال والانسحاب من البناية.
وأفاد المرصد في بيان أنه تلقى اليوم الإثنين (15 غشت)، اتصالات تفيد بعودة العمال إلى البناية لمباشرة أشغال إزالة اللوحات الفنية.
وأكد أن أعضاءً من المرصد التحقوا بالبناية للمعاينة والاستفسار عن طبيعة الاشغال والجهات التي تقف وراءه.
وأشار إلى أنه بعد قيام المرصد بعدة اتصالات، تبين أن الأمر
يتعلق ببناية تعود إلى فترة تدويل طنجة، و غير مرتبة ضمن سجل التراث الوطني.
وشدد أن عملية الإزالة تتعلق بتحويل اللوحات الفنية المتواجدة بفضاء خاص إلى متحف بالمدينة القديمة.
وكشف أن الأمر يتعلق بهبة لأحد الخواص لصالح المؤسسة الوطنية للمتاحف.
وأشاد بالضمائر الحية والفاعلين الغيورين على تاريخ المدينة وتراثها المعماري.
وسجل أن الأمر لا يتعلق بلوحات فسيفسائية بل بلوحات فنية مركب من الزليج الاسباني.
وانتقد المرصد "غياب المعلومة الخاصة بعملية نقل اللوحات الفنية من البناية إلى المتحف وما تخلقه مثل هكذا قرارات من توتر وقلاقل نتيجة التصرفات الانفرادية واحتكار المعلومة والتي يمكن تجاوزها بإشهار طبيعة الاعمال والغاية منها، مما فتح المجال أمام تأويلات عديدة".
ونبه إلى "عشوائية وارتجالية عملية إزالة اللوحات الفنية، والاعتماد على عمال يفتقدون إلى خبرة التعامل مع هذا النوع من اللوحات الفنية وفي جنح الظلام وخارج أوقات العمل الاعتيادية".
كما استحضر الأهمية الحضارية التي يكتسيها التراث العمراني بطنجة، وهو ما يقتضي التعامل معه بالجدية اللازمة، والاعتماد على خبرة الكفاءات الوطنية المتخصصة في تثمين وترميم التراث الثقافي المبني، وتعزيز جهود الأوراش الكبرى التي شهدتها مدينة طنجة على مستوى تثمين موروثها الثقافي، والانتقال إلى مستوى التوظيف الأمثل لهذا التراث.