طنجاوي- حمزة الرابحي
غادر عمدة طنجة مدينته الغارقة وسط سيول التساقطات المطرية، متجها نحو قطر منتشيا بمفاوضته لشركة طيران قصد تمكين طنجاويين، أغلبهم أصدقاءه وعشيرته، من التنقل نحو قطر لمتابعة مباراة الأسود المرتقبة عصر يومه أمام نظيره البرتغالي.
ووجد "منير ليموري" نفسه في موقف حرج بعدما انهالت عليه الانتقادات، إذ عمد القائمون على موقع جماعة طنجة على نشر صورة لعمدة المدينة وهو ينتشي بتوفيره طائرة لنقل مشجعي الأسود الى قطر، تاركا وراءه ساكنة العديد من الاحياء تغرق بسبب اختناق قنوات صرف مياه الامطار.
وبغض النظر هل ما قام به الليموري يندرج ضمن اختصاصاته ام لا، فإن عملية توفير الطائرة تمت بناء على مراسلة رسمية باسم جماعة طنجة، وان التفاوض مع شركة الطيران تم بصفته عمدة للمدينة، وعليه فإن الشفافية تقتضي من الليموري الكشف عن تفاصيل الصفقة، وهل الشركة هي من تكفلت بتوفير تذاكر المباراة، ام انها هدية من الجامعة، لان تحديد سعر الرحلة في 16 ألف درهم لكل مسافر ، يبدو مبالغا فيه؟!!.
الأفدح من ذلك، هو أن الليموري الذي يبدو مهووسا باستغلال أي مناسبة فقط ليقول للجميع أنني موجود، ولو عبر "صورة عفوية"، أصر على تسويق توفير"الطائرة" وكأنها "فتح" عظيم، ولذلك عمد لنشر إعلان الرحلة عبر الصفحة الرسمية للجماعة، لكن بعد إقلاع الطائرة، الأمر الذي جر عليه سيلا من الانتقادات الساخرة، كما يطرح توقيت الإعلان سؤالا جديا حول سبب التكتم على جميع تفاصيل الرحلة مباشرة بعد الاتفاق مع شركة الطيران، والحال انها تمت باسم جماعة طنجة، وليست مبادرة شخصية منه؟!.
المثير في الأمر أن العمدة نفسه الذي بادر لمفاوضة شركة طيران لضمان سفر طنجاويين لقطر، كان عليه بالأحرى مفاوضة شركة أمانديس لإجبارها على القيام بمسؤولياتها، وكان عليه متابعة أحياء وشوارع طنجة التي تحولت لمسابح خلال ساعات قليلة، بعد تهاطل الأمطار التي فضحت استهتاره حيث لم يتخذ أية تدابير استعجالية، ولم ينزل للمناطق المنكوبة، التي شهدت خسائر مادية جسيمة في الممتلكات الخاصة والعامة، تاركا بعض رؤساء المقاطعات يواجهون الوضع بإمكانياتهم المحدودة.
لكن يبدو أن الليموري كان منشغلا بالركوب على ملحمة الأسود، ولا وقت لديه لمواساة الأسر المنكوبة التي غمرت المياه منازلها، ولا وقت لديه للاستفسار عن مصير الذين جرفت السيول سياراتهم، ولا وقت لديه للسؤال عن مصير القبور التي جرفتها المياه..
ربما يعتقد الليموري أن مهمته تنحصر في توفير طائرة للسفر إلى قطر وما عدا ذلك فالله يجعل البركة فالسلطة!!.