طنجاوي

عرف ملف إصابة عدد من المرضى بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء بالعمى بسبب مضاعفات تلقيهم حقنة "أفاستين" تطورات جديدة.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "الصباح" أن الأبحاث التي أمر الوكيل العام للملك بالدار البيضاء، القيام بها في قضية حقن 20 غشت أخذت مسارات جديدة بعد استكمال الاستماع إلى كل المرضى، والشروع في الاستماع إلى الأطقم الطبية وشبه الطبية المتدخلة في عملية حقن عقار بيفا سيزومات في العين.

وأوردت الصحيفة نقلا عن مصادرها، أن الأبحاث ترجح فرضية الخطأ الطبي بشكل كبير، بعدما تبين أن العقار المستعمل في علاج شبكية العين لدى مرضى السكري، غير مرخص لهذا الغرض، ولم يحصل على الإذن بالتسويق من قبل مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فيما يتعلق بعلاج أمراض العيون، كما أن شركات ومؤسسات التأمين الصحي، لا تدرجه ضمن الأدوية التي يتم التعويض عنها إذا كانت الوصفة صادرة عن طبيب عيون.

وتابعت الصحيفة ذاتها أن أن عدم الحصول على الترخيص اللازم لتسويق الدواء يطرح علامات استفهام كبيرة حول اعتماده في البروتوكول الصحي لعلاج شبكية العين، في واحد من المستشفيات العمومية الكبرى بالمملكة، خصوصاً أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على اعتبار أنها الجهة الموكولة لها مراقبة مدى احترام القوانين الجاري بها العمل في مراقبة الأدوية صمت أذانها تجاه إعطاء دواء غير حاصل على الموافقة بالتسويق. إذ أن هذه الرخصة تمنح من قبل الجهة المختصة بعد الاطلاع على مختلف الدراسات والأبحاث العلمية المنجزة بخصوصه وحصر المضاعفات التي يمكن أن يتسبب فيها .

وأشارت إلى أن أطباء العيون وجهوا رسالة إلى الوزارة الوصية تتساءل إن كان بإمكان الأطباء مواصلة حقن العقار نفسه في علاج شبكية العين لدى مرضى السكري. 

وطالب الأطباء الوزير بالإسراع بالترخيص للدواء، لتمكين المرضى من التعويضات الخاصة بالتغطية. مشيرة إلى أن العقار المعتمد في علاج شبكية العين، والمرخص له بالتسويق من قبل الجهة المختصة باهظ الثمن، وأن أغلبية أطباء العيون يلجؤون إلى عقار “بيفاسيزوماب”، لأنه أرخص 40 مرة من الدواء المعتمد.

ودعت الرسالة وزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى التدخل لأن إيقاف إعطاء العقار غير المرخص للمرضى، سيكون له تأثير سلبي على فئة عريضة من المواطنين، الذين لا يستطيعون اقتناء العقار المرخص لغلائه.

وفي سياق متصل، أفاد موقع "العمق" الإخباري أن تقريرا طبيا صادر عن إدارة مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، أكد إصابة عدد من مرضى ضعف البصر بمضاعفات أدت لفقدان بعضهم للبصر أو العمى بعد تلقي حقنة أفاستين، التي حقنوها بالمستشفى يوم الثلاثاء (19 شتنبر) الماضي، والذين غادر عدد منهم مستشفى 20 غشت أول أمس الجمعة (13 أكتوبر) الجاري.

وأكد المصدر ذاته أن التقارير الطبية التي توصل بها بعض المصابين أظهرت تفاصيل الحالات، ففي وضع أحد المصابين الذي يتجاوز عمره الخمسين سنة، فقد “تعرض لظهور مفاجئ للأرق والألم في العين اليمنى المرتبط بالصداع، وذلك بعد الحقن داخل الجسم الزجاجي لـ ‏AVASTIN” قبل عرض للعلاج من جديد.

وكشفت التقارير تفاصيل العلاج والأدوية التي اعتمدته مستشفى 20 غشت للتخفيف من أعراض العمى لدى المصابين، خاصة الأشخاص الذين ظلوا داخل العناية الطبية منذ 20 شتنبر إلى حدود أول أمس الجمعة 13 أكتوبر الجاري.