طنجاوي
أفاد طيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، بأن السل في المغرب يصيب حوالي 100 شخص كل يوم، ويودي بحياة 9 أشخاص يوميا.
ونبه حمضي، في تصريح صحافي له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السل، إلى أن معدلات الإصابة بالسل تتراجع سنويا ببطء شديد، موضحا أن السكان الأكثر تضرراً هم سكان الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق الفقيرة المحيطة بالمدن.
وكشف أن 15 في المائة من حالات داء السل لا يتم اكتشافها وتشخيصها سنويا، ولا يتم تشخيص حالات السل المقاوم للأدوية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تفاقم معضلة السل، موضحا أن السل خارج الرئتين يشكل نصف الحالات، وهو ما يشكل نسبة عالية جدا.
ولتحسين الفحص والعلاج والتشخيص الدقيق لحالات السل والحد منها، أو حتى القضاء على المرض، يرى حمضي أنه يلزم اتخاذ العديد من التدابير، منها توسيع نطاق الفحص والتشخيص المبكر، إدارة الحالات المخالطة والأشخاص المعرضين للخطر، توسيع العلاج الوقائي، تسهيل الوصول إلى الرعاية من خلال تقنيات التشخيص الجديدة والسريعة، وتعميم الفحوصات المجانية للكشف ومتابعة المرض، ودعم المرضى لتغطية تكاليف النقل والمساعدات الغذائية لأن في علاج المريض سلامة المجتمع ككل.
وسجل أن المحددات الاجتماعية الأخرى تتمثل في الفقر، ظروف السكن، الغذاء الكافي، التدخين، مستوى المعيشة، الحالة المناعية، الامراض المزمنة كالسكري وغيرها من العوامل.
ونبه إلى أنه على الرغم من المجهودات المبذولة، لا يزال داء السل يمثل مشكلة مقلقة للصحة العامة، بالمغرب، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن المغرب يسجل يوميا 96 حالة إصابة بالسل، وكدا تسع وفيات يوميا.
وتقدر أن المغرب عرف سنة 2021 ما مجموعه 35 ألف حالة جديدة او انتكاسة (بمعدل حدوث 94 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة)، وقدرت الوفيات ب 3300 وفاة.
ووفق المعطيات التي أوردها حمضي فإنه يموت واحد من كل 10 مرضى السل في المغرب، وواحد من كل خمسة مرضى السل المصابين أيضا بفيروس نقص المناعة المكتسبة في نفس الوقت.
وأكد أن الانخفاض في حالات الإصابة بالسل بطيء جدا ولا ينخفض إلا بنسبة 1 في المائة في السنة بين عامي 2015 و2021، مما يعيق الحد من الإصابة بالسل أو القضاء عليه بحلول عام 2030 وفقا للأهداف المحددة دوليا.
وأشار إلى أن داء السل يصيب الذكور بنسبة 59 في المائة مقابل 41 في المائة بين الإناث (من الحالات المبلغ عنها) أي امرأتين مقابل كل ثلاث رجال.
وبالنسبة للفئة العمرية الأكثر تضررا بحسب حمضي فهي (25 إلى 34 سنة (وهي الفئة العمرية الأكثر إنتاجا، وخاصة في صفوف سكان الأحياء المكتظة والأحياء المحيطة بالمدن هي الأكثر إصابة.
وحول التوزيع الجغرافي أكد حمضي أن الجهات الأكثر تضررا من حيث عدد الاصابات لكل مائة ألف نسمة تتمثل تتوزع بين طنجة تطوان الحسيمة، الرباط وسلا والقنيطرة، والدار البيضاء سطات.
ولفت إلى أن معدل اكتشاف المرض وتشخيصه نسبة لعدد المصابين هو 85 في المائة (أي أن 15٪ من المصابين أو واحد من 6 أشخاص هم مصابون بداء السل دون أن يتم تشخيص مرضهم). بينما يصل معدل الشفاء هو 88 في المائة.
وأبرز أن ثلثي حالات السل المقاوم للأدوية لا يتم تشخيصهم، مما يشكل مشكلة صحية عمومية خطيرة تتمثل في انتشار السل المقاوم للأدوية.