طنجاوي_حمزة الرابحي
عاش شبان وأمهات لحظات رعب وانتظار حارقين، بعدما أجهضت أحلامهم بالهجرة نحو أوروبا بطريقة غير نظامية قبل أن يكتشفوا أنهم ضحابا مافيا للاتجار بالبشر والاختطاف والاحتجاز والتعذيب، إذ نجوا من موت محقق وقاوموا أفراد عصابة لعدة أسابيع فما قصتهم؟
حلم الهجرة
استدرج "الغازي" شبانا ينحدرون من مدن مغربية مختلفة، معظمهم ينحدرون من القصر الكبير والمدن المجاورة لها، إذ أقنعهم بقدرته على تهجيرهم مقابل مبالغ تتراوح ما بين 3 و4 مليون سنتيم، واستطاع خلال وقت وجيز إقناع 40 شخصا بالإبحار بأحلامهم، ليكتشفوا انهم ضحايا عملية نصب مدبرة لم تكن في الحسبان.
اتفق "الغازي" مع ضحاياه بعدما التقى بهم رفقة أولياء أمورهم الذين سارعوا لجمع المبالغ المستحقة، تسلمها المشتبه فيه، قبل أن يخبرهم عن موعد رحلتهم التي ستنطلق من مدينة العيون رفقة أشخاص آخرين قادمين من مدن أخرى.
وانطلق الشبان المتحمسين لركوب أمواج بحار الصحراء، أملا في مستقبل مشرق، سرعان ما تحول لجحيم كاد ينهي حياة بعضهم بطريقة بشعة.
مافيا اتجار بالبشر
يقول ضحايا الغازي في تصريحات لموقع "طنجاوي" إنهم عاشوا لحظات جحيم لن تنسى، وصرح أحدهم " قطعنا مسافة كبيرة متجهين نحو مدينة العيون، لنجد في انتظارنا أشخاص أقوياء البنية، قاموا بإركابنا سيارات رباعية الدفع، واتجهنا نحو مستودع كبير حيث طلب منا الانتظار لحين موعد إخبارنا بموعد الابحار".
يقول شاب بتأثر كبير " وضع هؤلاء الأشخاص العشرات منا في ظروف صعبة، حيث طالبونا بالانتظار لأسبوعين، كانوا يطعموننا خبزا جافا وبسكويتا صغيرا وبضع رشفات من الماء، حينها علمت أن هؤلاء ليسوا مجرد منظمي رحلات للهجرة غير النظامية.
يضيف ضحية آخر " كان الأمر وكأنك تنتظر لحظة إعدامك، جلسنا في ظروف سيئة، وكنت أسمع أصوات اغتصاب لفتيات بالقرب من مستودعنا، أخبرونا أن موعد رحلتنا سيتأجل لأسبوعين لحين مطلع شهر مارس المنصرم، واجهونا بالمسدسات والتهديدات، فيما فارق أحدنا حياته بسبب العطش وما تعرض له من تعذيب ومهانة كبيرتين.
هروب وتسلل
واجه الضحايا لحظات رعب لم تخطر ببالهم، و اقتنعوا بأن ما موعد رحلتهم لن يحل أبدا، فقرروا الهرب خلسة من محتجزيهم آملين فقط في العودة لمنازلهم، وهو ما تمكنوا منه لينجحوا في النجاة من جحيم هذه العصابة التي يجهلون من يحرك رؤوسها.
عاد الضحايا لمنازلهم ولحظات التعذيب والاحتجاز لا تزال تسكن أفكارهم، وهم متيقنون بأن حلم الهجرة لن يطاردهم أبدا بسبب ما عاشوه من رعب كاد ينهي حياتهم.
كمين أمني
وعقد الضحايا العزم على إحباط مخطط هذه العصابة، قبل ان تتمكن فرقة الدراجين بطنجة من توقيف "الغازي" الذي استدرج 85 شخصا نحو حلم هجرة موؤود، إذ قررت والدة أحد الضحايا الاتصال بالغازي مدعية أنها ترغب في تهجير ابنها رفقة شخصين آخرين، لينجح الأمنيون في توقيفه بمنطقة المرس، ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية لحين تقديمه أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة.