أخر الأخبار

أمسية العرفان.. "رمضانيات طنجة الكبرى" تسلط الضوء على مسار يوسف بنجلون

طنجاوي

 

تتواصل فعاليات برنامج "رمضانيات طنجة الكبرى" التي تنظمها مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي.

 

وفي هذا الإطار، سلطت المؤسسة، أمس الأربعاء (19 مارس)، في لقاء برواق محمد اليوسفي بطنجة، الضوء على مسار رجل الأعمال والسياسي يوسف بنجلون.

 

وقال عبد الواحد بولعيش، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى، المنظمة لفعاليات برنامج رمضانيات طنجة الكبرى، "إننا سنبحر اليوم مع يوسف بنجلون، بمسيرته الحافلة سياسيا ومهنيا، وذلك في آخر أماسي رمضانيات طنجة الكبرى، التي انطلقت منذ بداية بداية رمضان بأنشطتها المختلفة".

 

وشكل اللقاء الذي سير فقراته الإعلامي عبد الله الجعفري، 

مناسبة لاستعرض بنجلون بداياته الأولى، سواء في عالم الصيد البحري أو السياسة.

 

وقال "ولدت في حي مرشان، قرب سيدي المختار بجوار مقبرة الحي، ودرست الابتدائي والثانوي، ثم التحقت بإنجلترا للدراسة، لكني لم أكملها لعوائق مادية، قبل أن أنتهي بحارا على أحد المراكب التي اشتريتها في سنوات الثمانينات".

 

وأضاف بنجلون "كنت متميزا في الرياضيات، لكني بدأت العمل مبكرا، وبالضبط في سن 12، وأنا من عائلة بحرية بامتياز، فوالدي صاحب مركب، وخالي وعمي كذلك".

 

وتابع بالقول "بدأت العمل في الميناء وعمري 19 سنة، بعد عودتي من إنجلترا. وفي 1986 اشتريت مركبا، ومع مرور السنوات جمعنا بين العمل التجاري والعمل النقابي، ثم انخرطنا في العمل النقابي، قبل أن تأتي مرحلة العمل السياسي وانخراطي في المؤسسة البرلمانية".

 

وحول التغييرات الكبيرة في مجال الصيد البحري ذكر بنجلون بأن "هناك تغيرات كثيرة جدا على مدى 40 أو 30 عاما، والمغرب كان دوما سيد البحار في مجال الصيد، خصوصا في الجنوب، على الحدود مع موريتانيا، وفي الشمال على شواطئ المتوسط على الخصوص. كانت الإمكانات بسيطة، وكانت مغربة القطاع في بدايتها". 

 

وأبرز بنجلون أنه "في التسعينيات بدأ المغرب يشعر بأهمية قطاع الصيد البحري على كل المستويات من أجل الحصول على استقلالية لاستغلال ثرواته ودخول مرحلة السيادة الكاملة على ثرواته".

 

وتوقف المتحدث ذاته عند ظاهرة غلاء أسعار الأسماك وربط ذلك بانخراط المغرب في سوق مفتوح، وهذا "يجعل الأسعار تساير الأسواق عالميا، خصوصا فيما يخص أسماكا معينة مثل الرخويات، أي أن الأسعار تتماوج عالميا، لكن رغم ذلك يجب محاربة المضاربة لجعل الأسعار في متناول المواطنين".

 

واعتبر أن مسألة تصدير السمك "عويصة ومعقدة، لأن انخراط المغرب في عدد من الاتفاقيات التجارية الدولية دفع نحو الظروف التي نعيشها حاليا في مجال الأسعار".

 

وأكد على ضرورة فتح حوار حول إعادة الأمور إلى نصابها في مجال الأسعار، لأن المشكلة هي وجود عدد من عمليات بيع السمك داخل الميناء، وهذا يؤثر على جودة السمك وعدم تناسب الأسعار مع قدرة المستهلك.

 

واعتبر بنجلون أنه من الصعب حذف المستفيدين من تجارة السمك، كما أن هناك مشكلة النقل التي تساهم أكثر في ارتفاع الأسعار، لكن يجب فرض مراقبة على هامش الربح.

 

وعلق بنجلون على واقعة الشاب المراكشي عبد الإله، الذي طرح للبيع سمك السردين بخمسة دراهم فقط، بالقول "أعتقد أنه نقاش غير عقلاني، لأن الأمر يشبه منح حلوى لذيذة للناس لبعض الوقت، ثم ينتهى كل شيء. السردين في المغرب متوفر ومتنوع، والبحارة المجربون يقولون إن البحر مثل العيد، فيه قلة وكثرة، لكن ممكن في مراحل معينة فقط توفير السردين بذلك السعر، خصوصا إذا رافق ذلك بعض البهرجة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فالحياة في العالم الافتراضي تختلف كثيرا عن الحياة في العالم الواقعي، ومن أراد العيش في العالم الأزرق فهذا شأنه".

 

وقال بنجلون إن هناك "مشكلة أخرى وهي نقص السمك في البحر المتوسط، وهو سمك معروف بمذاقه اللذيذ، خصوصا في مناطق الحسيمة، وهذا تسبب في تكلفة اجتماعية مرتفعة".

 

وعن دوره في العمل النقابي في قطاع الصيد البحري قال بنجلون "حاولت الدفاع عن القطاع بأشخاصه ومؤسساته، وعملت على تنبيه وزارة الصيد البحري بضرورة اتخاذ قرارات جهوية تحترم طبيعة الجهات وتعمل على تحسين وضعية البحار، الذي حتى وقت قريب لم يكن يتوفر على الضمان الاجتماعي، وحتى المراكب لم يكن بها مراحيض".

 

وأضاف "لقد جعلنا من الغرفة المتوسطية للصيد البحري رقما فاعلا من أجل الدفاع عن مصالح البحارة، وشاركنا بفعالية في مجال الدبلوماسية الموازية في مجال الصيد البحري، وهو ما تلقينا بشأنه تهنئة ملكية".

 

وأشار بنجلون إلى أن نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي شهدت بداية تسييس قطاع الصيد البحري، "كل شيء بدأ من طنجة، وكان لي دور كبير في مأسسة القطاع، بغض النظر عن العمل السياسي"، يقول بنجلون. 

 

وحول مدى استفادة بنجلون من الأسفار الكثيرة كمهني في هذا القطاع، قال "زرت القارات الخمس، وبعض الأسفار تظل عالقة بالذاكرة، من بينها سفر لأستراليا سنة 2019 حيث لاحظت وجود رابط قوي بين العمل العلمي بين الجامعات وبين عالم المال والأعمال. هناك استقلالية للعمل العلمي. وفي تركيا أيضا يدافعون عن الاستقلالية القوية في هذا القطاع.

 

وخلال حديثه عن الجانب الآخر من مسيرته، في مجال السياسة، قال بنجلون إنه ولج السياسة عن طريق الصدفة، ثم عن طريق العمل النقابي، ثم أدى ذلك إلى الدخول للعمل في المجالس المنتخبة.

 

وحول ما جرى بعيد انتخابات سنة 2009، حين كان بنجلون مرشحا بقوة لمنصب العمودية، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، قبل أن تتغير الأوضاع بشكل دراماتيكي لصالح حزب منافس، قال بنجلون "حصلنا على الأغلبية ثم ذهب منصب العمودية لحزب الأصالة والمعاصرة رغم أن عدد أعضائه 7 أشخاص، وعدد أعضائنا 37"، مضيفا "بعدها أصبحت رئيسا لمقاطعة طنجة المدينة، واستقلت بعد سنتين".

 

وحول التقييم السيء الذي حصلت عليه طنجة من قبل لجنة تابعة للااتحاد الدولي لكرة القدم قال بنجلون إن طنجة مدينة عالمية، أو على الأقل هذا ما كنا نعتقده، لكن التنقيط الذي حصلت عليه الفيفا كان صادما. فماذا حدث في مدينة الشعراء والكتاب والفنانين؟ المشكلة أن المدينة كبرت بسرعة فاقت كل التكهنات".

 

وأشار بنجلون إلى أن المبادرة الملكية للتنمية في طنجة كانت مهمة جدا، وكان ينبغي أن تكون فيها استمرارية. لكن ما حدث هو أن طنجة "سارت بطريقة خاطئة في الكثير من المجالات. وحتى في مجال العقار سارت الأمور بطريقة خاطئة، مثل الحزام الأسمنتي حول طنجة، وهو ما سبب ضغطا ديمغرافيا من الصعب مسايرته من حيث البنية التحتية، وهناك أحياء مكتظة جدا، إنه عالم من الأسمنت في طنجة، وهذا ما قلته في اجتماعات رسمية، ولم يعجب كلامي أحدا"، يقول بنجلون.

 

ولم يفوت بنجلون الفرصة دون الحديث عن عن سوق سيدي احساين، بطنجة الذي كان في قلب فضيحة كبيرة مؤخرا بسبب المشاهد الصادمة لبيع اللحوم داخله.

 

وقال المتحدث ذاته إنه "يجب أن يقفل، ماذا يباع فيه؟ اللحم؟ هل نحن شعب من الدرجة الثانية؟ ألسنا مغاربة؟ السوق غير قانوني أصلا ويجب إقفاله قبل نقاش دفتر التحملات".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@