طنجاوي
بشكل غير متوقع، عاد رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أثنار، بعد أكثر من عقدين، ليُفجّر قنبلة دبلوماسية بقوله أن جاك شيراك، الرئيس الفرنسي الراحل، طلب منه صراحةً "تسليم" سبتة ومليلية للمغرب كحلٍّ للأزمة التي أشعلت المتوسط صيف 2002، والمعروفة بأزمة جزيرة ليلى.
وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام الإسبانية، فإن أثنار – الذي يبدو أن الحنين إلى أيام المجد الشخصي قد أيقظه فجأة – صرّح بأن فرنسا دعمت المغرب بشكل واضح خلال أزمة “جزيرة ليلى”، وأضاف أن شيراك قال له بالحرف: “الأفضل أن تسلّموا سبتة ومليلية والصحراء للمغرب”.
وكان رد أثنار كلاسيكي بطولي على الطريقة الإسبانية المعتادة: “رفضت بشدة”، واعتبره “تدخلاً غير مقبول في المصالح الاستراتيجية لإسبانيا”.
هذه التصريحات التي خرجت إلى النور بعد أكثر من عشرين عاما على اندلاع هذه الأزمة، تثير وفق صحيفة “إلفارو دي سيوتا”، “الجدل حول السيادة الإسبانية على مستعمراتها في شمال إفريقيا”، مشيرة إلى أن “المغرب طالب تاريخيا بسبتة ومليلية، إلا أنه لم يظهر قط أن زعيما أوروبيا رفيع المستوى اقترح التنازل عنهما كحل دبلوماسي لصالح الرباط”.
وحسب الصحيفة هذه الحقائق التي فجرها أثنار، “اعتبرها المجتمع الإسباني فضيحة دفينة ظلت حبيسة الكواليس الدبلوماسية”، في ظل غياب توضيح رسمي حول هذا الموضوع لحدود الساعة.