طنجاوي
لم يكن يتوقع مئات الطلبة والعمال المغاربة، الذين قصدوا بلدهم لقضاء عطلة الصيف، أن تتحول عودتهم إلى إسبانيا إلى معاناة طويلة. فبينما تسمح القوانين الإسبانية بعودة الأجانب حتى وإن انتهت صلاحية بطاقتهم، شريطة إثبات تقديم طلب تجديد، يجد العالقون أنفسهم ممنوعين من السفر جوا ما لم يتوفروا على وثيقة إضافية تُعرف باسم "إذن الرجوع".
المعضلة تكمن في أن هذا الإذن لم يحصل عليه معظم المسافرين قبل مغادرتهم، باعتبار أن مغادرتهم لإسبانيا تمت بشكل طبيعي. لكن شركات الطيران اليوم ترفض صعودهم إلى الطائرة من دون هذه الوثيقة، رغم أن الحدود البرية والبحرية الإسبانية تسمح لهم بالدخول فقط بجواز سفر صالح ونسخة من طلب التجديد. هذا التضارب جعلهم عالقين في المغرب، وسط إحساس متزايد بالارتباك واليأس.
يقول سليم، طالب مغربي بجامعة برشلونة على وسائل التواصل الاجتماعي "أتيت إلى المغرب لقضاء عطلة قصيرة، وعندما قررت العودة طُبت مني تصريحا لا أملكه. أخشى أن أضيّع فصلي الدراسي بسبب إذن الرجوع الذي لم يخبرني أحد عنه". أما ريم، التي تشتغل في فالنسيا، فتؤكد أن غياب الإذن يهدد عملها: "كنت على موعد مع دورة تكوينية مرتبطة بعقد عملي. اليوم أشعر أن مستقبلي المهني على المحك."
الإجراءات الإسبانية واضحة: "تصريح الرجوع" يُمنح لمدة تصل إلى 90 يوما، ويُخصص فقط لمن هم في طور تجديد الإقامة أو فقدوا بطاقتهم. لكن الحصول عليه يتطلب التواجد في إسبانيا لحظة تقديم الطلب، وهو ما يجعل آلاف المغاربة غير مؤهلين له الآن، رغم أنهم في وضع قانوني سليم.
هذه الفجوة الإجرائية خلقت وضعاً صعبا، خاصة في بداية الموسم الجامعي والمهني. لذلك يوجه العالقون نداء عاجلا إلى السلطات المغربية والإسبانية للتنسيق فيما بينها، وتوفير حلول عملية عاجلة، سواء عبر تمكين القنصليات من منح التصريح، أو عبر استثناءات تتيح لشركات الطيران قبول الحالات الموثقة.