طنجاوي
كشف تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية الإسباني "فانكاس – Funcas" أن أبناء المهاجرين باتوا يشكلون شريحة متزايدة داخل المجتمع الإسباني، لكن عملية اندماجهم لا تسير بالوتيرة المرجوة، حيث إن 50% فقط منهم يعتبرون أنفسهم إسباناً، في حين لا يشعر النصف الآخر بأي انتماء وطني.
بحسب التقرير، فإن أبناء المهاجرين يمثلون حالياً 36% من إجمالي من هم دون سن العشرين، ونحو 39% من الأطفال دون الخامسة. وأظهر البحث أن الفوارق بين الجنسين أو مكان الإقامة (مدريد أو برشلونة) أو نوع المدرسة (عمومية أو شبه عمومية) لا تؤثر كثيراً على الإحساس بالانتماء، بينما الفارق الأبرز يكمن بين المولودين في إسبانيا وأولئك الذين وفدوا إليها في سن مبكرة: 82% من المولودين في إسبانيا يعتبرون أنفسهم إسبانا. بينما 40% فقط من القادمين قبل سن 11 عاماً (الجيل 1.5) يتبنون هذه الهوية.
ورغم ذلك، فإن أكثر من 90% من هؤلاء الشباب يؤكدون أنهم لم يتعرضوا للتمييز المباشر.
توضح الدراسة أن ثلث أبناء المهاجرين ينحدرون من أسر مغربية (33%)، وهي نسبة تضاعف ما كانت عليه لدى الجيل الأول (16%). وتبرز هذه الهيمنة خصوصاً في الفئة العمرية بين 10 و14 عاما، حيث يقارب وزنهم الديموغرافي 40%. كما يشكل أبناء المهاجرين المغاربة 47% من مجموع القاصرين الأجانب في السجون الإسبانية، وفق التقرير.
إلى جانب المغاربة، سجلت الدراسة تزايد حضور أبناء مهاجري رومانيا وباقي دول إفريقيا جنوب الصحراء، فيما لوحظ تراجع نسبي لأبناء المهاجرين من أمريكا اللاتينية، خصوصاً فنزويلا وكولومبيا.
التقرير يحذر من أن هذه المؤشرات ستُعيد تشكيل الخريطة السكانية لإسبانيا في العقود المقبلة. إذ يتوقع خبراء الديموغرافيا أن المهاجرين وأبناءهم سيشكلون الأغلبية في إسبانيا بحلول سنة 2045، مدفوعين بتراجع معدل الخصوبة لدى السكان الأصليين وارتفاع متوسط العمر، مقابل استمرار تدفقات الهجرة.
وفي هذا السياق، يشير الديموغرافي أليخاندرو ماكارون إلى أن بعض الأقاليم مثل كتالونيا والبلاد الباسكية ستعرف هذه "الأغلبية المهاجرة" قبل ذلك، ابتداءً من 2039، بينما قد تشهد مدريد هذه النقلة في حدود 2038.