طنجاوي
في بادرة غريبة، عرضت نظارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطنجة، مؤخرا، أرضا بحوزتها للكراء لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد ثلاث مرات، علما أن هذه الأرض معرضة لنزع الملكية في الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة.
وجرت سمسرة كراء هذه الأرض الاثنين الماضي 3 نونبر، بمقر إدارة الأحباس بطنجة، والمثير أنها جرت بحضور مزايديْن اثنين فقط، وبمبلغ 20 ألف درهم للسنة، وهو شيء يثير الحيرة.
هذه الأرض التي تبلغ مساحتها هكتارا والموجودة بجماعة ملوسة طريق اللنجرييش وتحمل الرمز الترتيبي 2066، تتموقع في منطقة كانت موضوع نزع الملكية قبل بضع سنوات من طرف إدارة الميناء المتوسطي "طيمسا"، قبل أن ترفع اليد عنها مؤقتا.
وفي ظل توسع الأنشطة اللوجبستية للميناء المتوسطي، يرتقب أن تتجدد قريبا جدا مسطرة نزع الملكية بهذه المنطقة، التي شملت عملية نزع الملكية أجزاء واسعة منها مؤخرا.
ولا يعرف السبب الذي دفع نظارة الأوقاف بطنجة إلى نهج هذا السلوك، خصوصا وأن كراءها لهذه القطعة الأرضية سيعقد المسطرة القانونية في حال شمولها بمذكرة نزع الملكية، حيث سيطالب المكتري بحقوقه أيضا، وهو ما سيضيع حقوق الأوقاف بشكل كبير.
والغريب أن نظارة الأوقاف كانت رفضت من قبل تجديد كراء هذه القطعية الأرضية للمكتري السابق لسنتين فقط، مع أنه تكبد فيها خسائر مالية كبيرة، ولجأ، تبعا لذلك، إلى القضاء.
ويرى متتبعون لملفات كراء أراضي الأوقاف بطنجة أن الوزارة أصبحت مطالبة بالتدخل العاجل، خصوصا مع وجود ملفات شائكة وضياع حقوق الوزارة واحتكار عدد من الأشخاص لعدد قياسي من أراضي الأوقاف وإعادة شرائها أو بيعها بطرق ملتوية، بالإضافة إلى هيمنة أشخاص مشبوهين على أراضي شاسعة في ملكية الأوقاف بطنجة وضواحيها.