طنجاوي
شهدت قرية لا باينيزا الصغيرة في إسبانيا، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 13 ألف نسمة، حدثًا استثنائيًا هذا الأسبوع بعدما فازت بجائزة اليانصيب الوطني "إل جوردو" بقيمة 468 مليون يورو، في قصة مذهلة كان لنادي كرة القدم المحلي دور بارز فيها.
هدية عيد الميلاد المبكرة
القرية الواقعة شمال غرب مدريد، والتي عانت قبل أشهر من حرائق غابات مدمرة ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية وأجبرت السكان على اللجوء إلى صالة الألعاب الرياضية في البلدة، تلقت هذه الجائزة بمثابة دفعة قوية لإعادة البناء والتعافي بعد تلك الكارثة.
والفضل الكبير في هذا الفوز يعود إلى نادي كرة القدم المحلي الذي ينشط في الدرجة الإقليمية، حيث قام ببيع مئات التذاكر التي تحمل الرقم الفائز 79,432.
وكما جرت العادة في القرى الإسبانية، يشارك معظم السكان بنفس الرقم في سحب اليانصيب الخاص بعيد الميلاد، وهو ما جعل الفرحة عامة وشاملة.
احتفالات باللون البنفسجي وأحلام كروية كبيرة
فور إعلان النتائج، خرج السكان إلى الشوارع مرتدين اللون البنفسجي، وهو لون النادي، وأطلقوا أبواق سياراتهم احتفالًا بالحدث، وقال دافيد فولجادو، البالغ من العمر 19 عامًا، لصحيفة "إل باييس": "والدي هو ممثل النادي، وسيتمكن من مساعدتنا كثيرًا في بعض المشاكل التي كنا نعاني منها في المنزل".
وأضاف: "هذا خبر رائع للمنطقة التي ستتعافى أخيرًا من آثار الصيف الصعب".
الفرحة لم تقتصر على الجانب المادي، بل امتدت إلى أحلام كروية طريفة بين مشجعي النادي، فقد قال أحدهم لرئيس النادي جونزالو برييتو: "يجب أن نضم مبابي!"، فيما رد الرئيس مازحًا: "إذا كان فينيسيوس غير سعيد، سنشتريه نحن!".
مستقبل أكثر إشراقًا
هذه التعليقات عكست روح الدعابة التي صاحبت الاحتفالات، رغم أن الهدف الأساسي يبقى إعادة إعمار البلدة وتعويض الخسائر التي خلفتها الحرائق.
وبفضل هذا الفوز التاريخي، يأمل سكان "لا باينيزا" في أن يتمكنوا من إصلاح الأضرار التي لحقت بمنازلهم ومرافقهم العامة، وأن يكون هذا المبلغ الضخم بداية جديدة للقرية التي عانت كثيرًا في الأشهر الماضية.
وبينما يتحدث البعض عن مبابي وفينيسيوس، فإن الأمل الأكبر يظل في أن تعود الحياة إلى طبيعتها وأن تستعيد القرية عافيتها بعد المحنة.