طنجاوي- بقلم: عبد العزيز حيون
أطلق خبراء الصحة تحذيرات حازمة بشأن الاستخدام المفرط وغير المبرر لمضاد "أوغمنتين" (Augmentine)، الذي يجمع بين مادتي الأموكسيسيلين وحمض الكلافولانيك.
وأكد الخبراء أن وصفه لحالات التهاب البلعوم واللوزتين البسيطة قد يساهم في تفاقم "الجائحة الصامتة" المتمثلة في مقاومة المضادات الحيوية.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل أرقام مقلقة تشير إلى أن الوفيات المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية في إسبانيا وحدها تتجاوز 23.000 حالة سنويا، مما دفع السلطات الصحية والهيئات الدولية إلى إعادة النظر في تصنيف هذا الدواء الشائع.
إعادة تصنيف "أوغمنتين" في قائمة منظمة الصحة العالمية:
استجابة للمخاطر المتزايدة، قامت منظمة الصحة العالمية بتعديل مكانة هذا الدواء ضمن تصنيف "AWaRe" (الذي يقسم المضادات إلى فئات: الوصول، الاحتياط، والاحتياط الشديد).
وبموجب هذا التغيير:
من الأخضر إلى الأصفر: انتقل الدواء من فئة "الوصول" (الاستخدام العام) إلى فئة "المراقبة" أو "الاحتياط" (الضوء الأصفر).
حالات محددة: بات استخدام الدواء محصورا في حالات العدوى الشديدة والمعقدة فقط، وليس كخيار أول لعلاجات بسيطة.
الخطر الجيني:
يُصنف الآن كواحد من المضادات الحيوية ذات القدرة الأعلى على تحفيز البكتيريا لتطوير آليات مقاومة تجعل الأدوية غير فعالة مستقبلا.
"لا جدوى طبية في حالات الالتهاب البسيط":
أوضح برونو غونزاليس زورن، رئيس وحدة مقاومة الميكروبات في جامعة كومبلوتنسي بمدريد، أن استخدام هذا المضاد القوي في حالات التهاب البلعوم غير المعقدة "ليس له أي معنى طبي".
وأضاف أن أغلب هذه الحالات تكون فيروسية أو بكتيرية بسيطة لا تتطلب هذا المزيج القوي، وأن استخدامه العشوائي لا يفعل شيئا سوى "تسهيل ظهور سلالات بكتيرية خارقة".
إسبانيا ومواجهة الإرث القديم
تاريخيا:
كانت إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية استهلاكا للمضادات الحيوية، إلا أن "الخطة الوطنية لمقاومة المضادات الحيوية" (PRAN) التي أطلقت في 2019 نجحت في تعديل هذا المسار.
وتحتل إسبانيا حاليا المرتبة الرابعة في استهلاك هذه الأدوية ضمن دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، خلف اليونان وفرنسا وبولونيا، مع استمرار الجهود لتقليص هذه الأرقام.
وتهدف هذه القيود الجديدة إلى حماية فاعلية المضادات الحيوية للأجيال القادمة، وضمان بقائها كسلاح فعال ضد الأمراض الفتاكة، بدلا من استنزاف قوتها في علاج نزلات البرد أو التهابات الحلق العابرة التي يمكن للجسم أو لعلاجات أبسط التعامل معها.