أخر الأخبار

تقرير.. مدرعات مصنّعة بالمغرب تزرع القلق في إسبانيا وتعيد رسم موازين القوة جنوب المتوسط

طنجاوي - متابعات 

 

تسلمت القوات المسلحة الملكية الدفعة الأولى من المركبات المدرعة “WhAP 8×8”، ما أثار مخاوف جدية في إسبانيا بشأن تغير موازين القوة على الضفة الجنوبية للمتوسط.

 

وصنعت المدرعات الجديدة، التي طورتها شركة “تاتا” للأنظمة المتقدمة بالتعاون مع الصناعات الدفاعية المغربية، جزئيا في مصنع المغرب بمدينة برشيد، وتمثل نقلة نوعية في القدرات البرية المغربية، خصوصا من حيث الحركة، والحماية، وسرعة الانتشار، وهو ما يضع مدريد أمام واقع جديد على مستوى الأمن الإقليمي.

 

وسائل الإعلام الإسبانية، لم تخف قلقها من هذا التطور، حيث بدأت مقارنات مباشرة بين المدرعة المغربية ومركبة “دراغون 8×8” الإسبانية، مسلطة الضوء على التأخيرات التي واجهتها الصناعة الإسبانية مقابل سرعة الإنتاج والتسليم المغربي، ما يشكل ضغطا على السياسات الدفاعية لإسبانيا لتسريع برامج التسلح الوطنية.

 

وتظهر المخاوف الإسبانية، بشكل واضح عند النظر إلى القدرات العملياتية للمدرعة المغربية، التي يمكن تهيئتها لمهام متعددة تشمل نقل المشاة، كمركز قيادة، أو للاستطلاع، والإخلاء الطبي، والدعم الناري.

 

وباعتبارها منصة معيارية وعالية الحركة، فإن المغرب أصبح قادرا على نشر قواته الآلية بسرعة في سيناريوهات عالية الكثافة، والعمل بحماية أكبر في بيئات معقدة، مع ضمان استدامة العمليات بفضل الإنتاج المحلي والصيانة داخل البلاد.

 

هذه القدرات، وفق الإعلام الإسباني، تجعل من القوات المسلحة الملكية المغربية، أكثر مرونة وسرعة في التعامل مع أي تطورات على الحدود، وهو ما تتابعه إسبانيا عن كثب فيما يتعلق بمضيق جبل طارق ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.

 

وبالإضافة إلى هذا، يضاعف الجانب الصناعي للمشروع المخاوف الإسبانية، حيث يعزز تصنيع مركبة “WhAP 8×8” محليا قاعدة تكنولوجية وطنية ويقلل الاعتماد على الخارج، كما يتيح للمغرب تطوير مهارات التجميع والصيانة ورفع نسبة الإدماج الصناعي الوطني.

 

هذا النهج، يمنح المغرب استقلالية أكبر في إدارة أسطول المدرعات وتحديثه على المدى المتوسط، في حين يظل الضغط على الصناعات الإسبانية قائمًا لتدارك الفارق في الإنتاجية والجدولة الزمنية.

 

وتعكس الرسائل الرسمية والصناعية المغربية أبعادا استراتيجية واضحة، كون أن هذا المشروع جزء من سياسة تعزيز صناعة دفاعية وطنية مدعومة بشراكات دولية توفر التكنولوجيا والخبرة، ما يوسع الوصول إلى سلاسل التوريد العالمية.

 

وبالنسبة لإسبانيا، فإن إدخال هذه المدرعات إلى الخدمة الفعلية لدى الجيش المغربي يعيد رسم الحسابات العسكرية في شمال إفريقيا، ويزيد من الضغوط على مدريد لمراقبة التطورات على الحدود الجنوبية للمملكة، بما يشمل الأمن الإقليمي، ومراقبة الحدود، ومهام حفظ الاستقرار، وهي المجالات التي تمثل أولويات مشتركة.

 

ومن المتوقع أن تتواصل المخاوف الإسبانية مع تسليم دفعات إضافية وتوسيع القدرات الصناعية المرتبطة بمركبة “WhAP 8×8” في المغرب، بما يعزز مكانة المملكة كلاعب محوري في موازين القوة جنوب المتوسط.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@