طنجاوي – غزلان الحوزي
تراهن السلطات الجهوية بطنجة على تطوير قطاع النسيج والخياطة، عبر إطلاق مشروع جديد للنسيج والألبسة والجلد، أطلق عليه إسم "نسيج ميد"، وأوكل أمر تنزيله للجنة من غرفة التجارة والصناعة و فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب - الشمال، والجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، تحت إشراف المندوبية الجهوية لوزارة التجارة والصناعة، والتي شرعت في دراسة الوضع الراهن لهذا القطاع و حاجيات الصناع، وتوفير العقار المناسب.
مشروع "نسيج ميد" أعاد من جديد فكرة إنشاء منطقة صناعية متخصصة في صناعة النسيج، أطلقها المهنيون سنة 2007، وكانوا يعتزمون إقامتها بالقرب من ميناء طنجة المتوسط على مساحة 200 هكتار، غير أن الظروف السياسية والاقتصادية آنذاك لم تكن ميالة إلى القبول بمشروع بهذا الجحم.
منذ ذلك الحين، تغيرت الأمور وأصبح قطاع صناعة السيارات يتصدر قائمة الأولويات، حتى وإن لم يعترف بذلك المسؤولين علنا، لأن الهدف بالنسبة إليهم ليس في الاعتماد على قطاع واحد، و إنما بذل الجهود أيضا لتطوير السياحة وقطاع النسيج ،الذي كان سابقا أحد القطاعات المزدهرة بمدينة طنجة.
أولى خطوات المشروع الحالي تمثلت في إجراء استطلاع رأي لمختلف مهنيي القطاع، الذين أجمعوا على أن الحصول على عقار بسعر مناسب يبقى في مقدمة احتياجاتهم.
عمر مورو، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة - تطوان -الحسيمة، أكد استقبال الغرفة مع أواخر يناير الجاري ل 234 طلب من المهنيين على مستوى الجهة بغية الحصول على بقعة أرضية داخل المنطقة الصناعية المستقبلية، متوقعها أن يرتفع هذا الرقم مع توالي الأيام.
و فيما يتعلق باليد العاملة، توفر الجهة مركزين متخصصين في تكوين وتأهيل العمال في مجال خياطة الألبسة الجاهزة، حيث يتم تدريب 3.500 شخص سنويا على مستوى جهة طنجة، ويتوقع إحداث مركز تكوين عالي، هو الآن في طور الدراسة. وعلى مستوى اتفاقيات التكوين، فقطاع النسيج يتصدر باقي القطاعات بما فيها صناعة السيارات بعقده ل 27 اتفاقية مقابل ثلاث لهذا الأخير.
وبخصوص المساحة المخصصة لمشروع "نسيج ميد"، يتوقع أن تصل إلى 500 هكتار حسب حجم طلب المهنيين، خاصة وأن المجال مفتوح لجميع المهنيين من تراب الجهة.
ومن المتوقع أن يخلق هذا المشروع أزيد من 50 ألف منصب شغل، بارتفاع حوالي الثلثين عن مجموع العاملين في القطاع حاليا، كما ينتظر أن تسهم المنطقة الصناعية المستقبلية "نسيج ميد" في تطوير الأرضية واستقطاب المستثمرين وموردي المواد الأولية قصد جعل صناعة النسيج قطاعا متكاملا.
عن يومية"ليكونومست"