غزلان الحوزي
إذا لم يُستفد من إمكانات وموارد القارة الإفريقية وتطويرها بالشكل الجيد، فهذا لأن المستثمرون الأجانب يترددون في خوض تجربة الاستثمار، في كثير من الأحيان، بسبب انعدام الأمن والاستقرار السياسي المتصاعد بشكل كبير بالقارة، والمغرب ليس لديه فقط الأمن وإنما هناك أسباب أخرى تشجع الاستثمار وهي سبعة:
1-القرب الجغرافي:
يتمتع المغرب بموقع جغرافي استراتيجي يثير اهتمام المستثمرين الذين يرغبون في الاستفادة من الثروات الإفريقية؛ فعلى بعد ساعتين بالطائرة من باريس ولندن، سبع ساعات فقط من دبي، تصل إلى بلد قريب من المؤسسات المالية الدولية، وعدا ذلك بلد تربطه اتفاقيات مختلفة مع البلدان الأوروبية وأمريكا الشمالية وهو ما يسهل على المستثمرين نقل خبراتهم وتوزيع أرباحهم وتوسيع نشاطاتهم في مختلف القطاعات.
2- بنيات تحتية متطورة:
يتوفر المغرب منذ سنة 2000 على بنيات تحتية متطورة على مستوى الطرق واللوجيستيك بنيات شبيهة بتلك المتواجدة بالدول الأوروبية؛ وعلى سبيل المثال، ميناء طنجة المتوسطي و المنطقة الصناعية الحرة المحيطة به في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة- التي أصبحت مرجعا في البحر البيض المتوسط.
كما أن المغرب يتوفر على أطول شبكة الطرق السيارة على مستوى شمال إفريقيا بطول 1.792 كلم، وكذلك مشروع رونو- نيسان المغربي-الفرنسي الذي استقر بمدينة طنجة منذ سنة 2012 بمعدل إنتاج 350 ألف سيارة سنويا من نوع (دوكر، داسيا،سانديرو،لودغي) المُباعة في المغرب والمُصدرة أساسا إلى أوروبا و إفريقيا والشرق الأوسط.
3- استقرار نادر:
وعلى الرغم من قربه من مناطق تعاني صراعات أمنية وسياسية، يعد المغرب ملجأً للمستثمرين، أول بلد يجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بشمال إفريقيا، بمعدل تنمية بلغ 4% وتضخم مسيطر عليه بنسبة 2%، كما أن النسيج السوسيو-اقتصادي يشجع على التجارة والتعاون بفضل تعدد الأعراق المورث من (أمازيغ، عرب، يهود) الملتحمون حول الوحدة الترابية في شخص الملك محمد السادس والذي أعطى نوعا من التماسك بين المغاربة بعيدا أي توترات من شانها زعزعة استقرار أمن المغرب .
4- الصناعة الثقيلة:
يملك المغرب 75% من الاحتياط العالمي للفوسفاط، مؤشر تنمية جعل المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) يصنف كأول شركة عالمية رائدة في استخراج هذه المادة الغنية، كما أنه يملك ثلث السوق العالمية في تصدير الفوسفاط لجميع أشكاله.
وقد فتح المكتب الشريف للفوسفاط فروعا كثيرة في العالم (باريس، ساو باولو، نيو دلهي، بوينس آيرس، اسطنبول، وما إلى ذلك)، وانشأ العديد من المشاريع المشتركة مع "BSFT" الواقع مقرها بتركيا أكبر شركة لتوزيع الأسمدة بالبرازيل.
5- مرافق للترفيه من الصنف الرفيع:
يوفر المغرب، بالإضافة إلى المنتجعات السياحية البحرية، أماكن ترفيهية تستجيب لرغبات المستثمرين إذ يوجد بالمغرب 46 ملعبا للغولف، أفضل مكان للتجوال بعد الظهر كما كان يقول تشرشل، وأفضل مكان لعشاق السينما في ورزازات (هوليود إفريقيا).
6- الرائد في مجال الطاقة المتجددة:
مع "نور" أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم و محطات توليد الطاقة الريحية العملاقة أصبح المغرب يتصدر طليعة البلدان الإفريقية في مجال الطاقات المتجددة إدراكا منه بالمستقبل الواعد لمصادر الطاقة الخضراء. ففي الإستراتيجية المتبعة في مجال الطاقة حدد المغرب له هدفا في أن يرفع حصة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية المثبتة في أفق عام 2020.
7- ساكنة شابة وثقافة إكرام الضيف:
يبلغ متوسط العمر الوطني 29 في المغرب سنة، ساكنة شابة وطموحة في العمل وهو ما يعتبر حظا جيدا للمستثمرين الذي لا يجدون صعوبة في التواصل مع الساكنة، والأكثر من ذلك، ثقافة إكرام الضيف المتجدرة في تربية المغاربة والتي جعلت المغرب ثاني وجهة لتذوق الطهي في العالم.
ولإقناع من يشككون في الأمر، وضعت الوكالة المغربية للاستثمار الحجج في هذا الفيديو
"Invest in Morocco".
عن موقع: huffpostmaghreb