طنجاوي
حالة غريبة يعيشها جيران سد ابن بطوطة الموجود فوق تراب جماعة "الزينات" بإقليم طنجة أصيلة منذ أربعة أشهر، فهؤلاء حرموا من الماء والكهرباء لأسباب غير معروفة ما أجبرهم على العودة إلى الحياة البدائية والمغامرة بحياتهم من أجل جلب المياه من وسط السد، وما يزيد الأمر غرابة أن هؤلاء ليسوا إلا موظفي السد وأسرهم، وذلك وفق ما نشرته جريدة "المساء" في عدد أمس الأربعاء.
وذكرت الجريدة أن 22 أسرة تقطن بالمنازل المجاورة لسد ابن بطوطة تعاني من هذا الوضعية دون أن يعرف أفرادها حتى سبب ذلك، بل أيضا رغم وجود مراسلات رسمية من رئيس جماعة الزينات وأوامر مباشر من رئيس الدائرة التي تقع الجماعة تحت نفوذها الترابي، بإعادة تزويدهم بالماء والكهرباء.
وسبق للمتضررين أن راسلوا رئيس جماعة الزينات مطالبين إياه بإعادة ربطهم بشبكة الكهرباء، ليقوم هو بتاريخ 17 ماي 2018 بمراسلة مدير وكالة الحوض المائي اللكوس بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بصفتها الجهة المشرفة على السد، لإخباره بموافقته على تزويد المتضررين بالكهرباء عن طريق الشبكة الكهربائية الجماعية، لكن هذا الأمر لم يتم إلى الآن.
وبالرجوع إلى لائحة الموقعين على المراسلات، بما في ذلك المراسلة الموجهة إلى والي طنجة محمد اليعقوبي، يتضح أن المتضررين ليسوا سوى موظفي السد الحاليين والمتقاعدين، من بينهم رئيسان سابقان للسد، الأمر الذي دفع هؤلاء إلى ربط الأمر بمحاولات إخراجهم من مساكنهم.
وحسب إدريس المحاسني رئيس جمعية السلام للتنمية والثقافة، الهيأة المدنية الناشطة بجماعة الزينات والتي تعمل رفقة المتضررين على استعادة حقهم في الحصول على الماء والكهرباء، فإن أصل المشكلة يرجع إلى محاولات الإدارة الحالية للسد إفراغ الموظفين من مساكنهم لإعادة توظيفها بطرق أخرى.
ووفق المتحدث ذاته الذين التقتهم "المساء" فإن الموظفين العاملين والمتقاعدين يقطنون رفقة أسرهم بهذه المساكن بشكل قانوني بناء على موافقة سابقة من جماعة الزينات والسلطات المحلية، وذلك منذ بداية عمل هذه المنشأة حيث كانت إدارة السد وقتها هي التي منحت الموظفين هذه المساكن ولم تطالبهم بإفراغها، غير أن الإدارة الحالية أصبحت تلمح إلى احتمال إفراغهم.
ويضيف المحاسني أن ما يؤكد وقوف الإدارة وراء ما يجري هو رفضها تنفيذ أوامر السلطة المحلية وعدم تجاوبها مع مراسلات الجماعة منذ شهور، بل الأغرب من ذلك هو أنها ترفض مقترح السكان بدفع كل مصاريف تزويد مساكنهم بالماء والكهرباء.
ويقول المتضررون إن حياتهم انقلبت بالفعل رأسا على عقب حيث إنهم عادوا لاستعمال الشموع والمصابيح للإضاءة وصار أبناؤهم يغامرون بسلامتهم من أجل جلب المساه من داخل السد، وهو الوضع الذي تفاقم أكثر خلال شهر رمضان الماضي، مضيفين أنهم صاروا يعيشون وضعا غير إنساني في ظل تعنت رئيس السد الحالي الذي يرفض التجاوب مع جميع الحلول المقترحة.