طنجاوي - عبد الله الغول
قبل أن يلغي التجنيد الاجباري بقرار ملكي في 2006، كان على كل شاب مغربي عازب و قادر بدنيا وغير ذي مستوى علمي أن يخضع للتدريب على حمل السلاح، و يقدم 18 شهرا خدمة عسكرية لوطنه، ثم أن يصبح بعد انتهاء تدريبه وخدمته العسكرية جنديّاً احتياطيّاً مشبعا بقيم الولاء والتضحية في سبيل الوطن.
نظام التجنيد الإجباري أو الخدمة العسكرية، هي عملية لازالت تلجأ إليها دول غربية وعربية على حد السواء، كمصر والجزائر و تركيا أيضا. حيث تقوم هذه الدول بالزام الشباب على التدرب على القتال، وحمل السلاح، وخوض فترة من الخدمة العسكرية الالزامية. وذلك بهدف تحضيرهم للدفاع عن الوطن ضد كل عدوان.
التجنيد الاجباري أنهي في مثل هذا الوقت من عام 2006 بأوامر ملكية، الأمر لذي رأى فيه العديد من متتبعي الشأن السياسي المغربي قطع الطريق على الجماعات الارهابية والجماعات الاسلامة الراديكالية حتى لا تتسلل الى صفوف الجيش المغربي، خاصة وأن الغاء الخدمة العسكرية الاجبارية جاء تزامنا مع تفكيك خلية ارهابية في نفس العام كانت تدعى "أنصار المهدي"، الخلية نفسها التي كانت قد استطاعت تجنيد مجموعة من الجنود المغاربة.
الآن مثل السابق لا يبدو أن التهديدات الارهابية للمملكة المغربية قد راحت وانقضت بل لازالت تتزايد، خاصة مع تزايد عدد المواطنين المغاربة أو ذوي الأصول المغربية اللذين لا ينظمون للجماعات الارهابية فقط بل يقودونها، مع ما يشكله الامر من تهديد حقيقي على الامن الداخلي للمغرب. دون إغفال التهديد المستمر القادم من جماعة البوليزاريو الانفصالية، والمناوشات التي تظهر كل فينة وأخرى من الجارة الجزائرية.
الآن وبعد 12 سنة من الغائه، صادقت الحكومة المغربية المجتمعة اليوم 20 غشت، في ذكرى ثورة الملك والشعب، على إعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية الإلزامية. الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه، على مواقع التواصل الاجتماعي، للكم الهائل من تضارب الآراء و النقاشات الحامية بين مؤيد و معارض لعودة التجنيد الالزامي. وجل الآراء التي نادت الى عودة التجنيد الاجباري ذهبت الى أنه خدمة للوطن وواجب على كل المواطنين.
فمنير س. معلقا على الموضوع يقول، أن التجنيد الاجباري ينفع جدا في الدفاع عن النفس وعن الوطن، و نحن في امس الحاجة الى زعماء ثوريين و أسود حقيقيين من أمثال أجدادنا الذين حملوا السلاح دفاعا عن الوطن من أنياب المستعمر. وأردف أنه منذ أن كان طفلا وهو يحلم أن يكون ذلك الجندي الذي يخدم وطنه، متمنيا لو يتم إعادة الإعتبار للجندي و سترون أبناء المغاربة يلتحقون أفواجا.
كما أ، مصطفى ج. الذي لا يرى عيبا في ذلك، اليس التجنيد الالزامي اسلوبا من اساليب النضج ؟ متسائلا ان كانت معاقرة المخدرات بشتى انواعها والاعتكاف في صالات الشيشة، والاعتداء على الاشخاص وسلبهم اموالهم الى ما ذلك من اساليب "التشرميل" التي اصبحت تهدد الوطن أفضل من التجنيد الذي يصنع منهم رجالا حقيقيين قادرين على الدفاع عن وطنهم وانفسهم امام الاعداء الذين يتربصون بنا بين الفينة والاخرى.
أما ياسين ح. يخالف الآراء السابقة حيث ذهب الى أنه حينما نتحدت عن التجنيد نستهدف فئة معينة فقط، الفقراء والذين لاحول ولاقوة لهم هم فقط المعنيون بالدرجة الاولى بالتضحية في سبيل الوطن في حين أن اصحاب الكراسي المفسدين لديهم الحصانة المطلقة في بلدنا دون رقيب ولا حسيب، فنتحسر على أجيال من أولاد الفقراء ذهبت ضحية الدفاع عن الوطن، ولم يكافأوا بعد ذلك بلا جزاء ولا شكور ولامعاش ولا اهتمام. فابدؤوا بأبناء العائلات الثرية والبرجوازية، هم اللذين يهربون خلف أموالهم لخارج البلد ان هو تعرض الى عدوان، أما أبناء الوطن الحقيقون من الفقراء فلا يحتاجون الزاما ليدافعوا عن تراب وطنهم، على حد قوله.
واعتبر علي م. أن جنديا مدربا تدريبا جيدا وله مستوى دراسي جيد وله أجرة جيدة أفضل بألف مرة من عشرة مجندين إجباريين، ﻷن الجندي الحقيقي إن توفرت له كل هاته الظروف كن على يقين سيدافع بكل ما أوتي من قوة في سبيل وطنه، كما أنه علينا جميعا قبل نقاش التجنيد الالزامي من عدمه، أن نناقش نسبة الوطنية في نفوس شباب يرون أن البلد بحكومته و برلمانييه و سياسييه لم يقدموا شيئا لهم كمواطنين غير نهب ثروات الوطن.