أخر الأخبار

حين تموت الفرحة.. كرونولوجيا موت الجماهير الكروية على الطرق !

طنجاوي - يوسف الحايك

لطالما اقترنت لعبة كرة القدم بالمتعة، ولطالما ارتبط حضور جماهيرها بالمدرجات بصناعة الفرجة، بيد أن هذا المشهد لا يخلو دائما من منغصات. 
وتعيد حادثة السير التي تعرضت سيارة كانت تقل مشجعين لفريق الدفاع الحسني الجديدي، أمس الأربعاء (5 نونبر)، إثر اصطدام شاحنة من الحجم الكبير على مستوى مدخل مدينة الجديدة، ووفاة خمسة من جماهير الفريق، في طرق عودتهم من مباراة فريقهم أمام الوداد الرياضي، إلى الأذهان حوادث حولت أفراح الفوز على الفريق الخصم إلى أتراح، على فقيد ابنا كان أو أخا أو صديقا في لحظات هزيمة أمام الموت.
ويأتي حادث الأمس في سياق تكرار حوادث مماثلة ارتبطت بتنقل الجماهير الكروية بالمغرب، آخرها حادث انقلاب حافلة تقل مشجعي فريق الوداد البيضاوي، يوم الأحد (2 دجنبر)، الذي تسبب في إصابة حوالي 36 شخصا بمدخل مدينة تطوان، حيث جرت مباراة فريقهم ضد الفريق المحلي برسم مؤجل الدورة السادسة من البطولة الاحترافية، 
في هذا التقرير نستعيد أهم هذه الحوادث خلال السنوات الأخيرة.
كرونولوجيا الموت
ففي 20 أبريل 2015 تعرضت حافلة فريق شباب أطلس خنيفرة، إلى حادث سير خطير قرب منطقة بوشبل ضواحي مدينة مريرت ، بعد اصطدامها مع إحدى عربات النقل القادمة من الإتجاه المعاكس مخلفة 27 جريحا.
ووقع الحادث أثناء عودة الفريق إلى مدينة خنيفرة بعد لعبه مباراة بمدينة الحسيمة، أمام الفريق المحلي.
وأرجعت تقارير صحافية سبب الحادث حينها إلى عدم إحترام سائق إحدى العربات القادمة من الإتجاه المعاكس لضوابط وقوانين السير ما أدى إلى إصطدامه المباشر مع حافلة الفريق الخنيفري.
وفي ليلة 4 دجنبر 2016، كانت الطريق الوطنية بين تطوان وطنجة، مسرحا لحادثة سير أدت إلى إصابة 38 شخصا بجروح متفاوتة.
الحادثة التي وقعت تحديدا على مستوى جماعة عين الحصن يعود سببها إلى اصطدام حافلة تقل مشجعين كانت متوجهة نحو الدار البيضاء، بسيارة أخرى تقل بعض أفراد القوات المساعدة لمرافقة مشجعي فريق الرجاء البيضاوي، الذي واجه فريق المغرب التطواني بميدان هذا الأخير.
وشكلت مباراة فريق الوداد البيضاوي أمام فريق الدفاع الحسني الجديدي، في 2 مارس 2016، المباراة الأخيرة لثلاثة مشجعين وداديين، منهما اثنان لقيا مصرعهما في حادثة سير بالطريق السيار على مستوى حد السوالم.
وتشير التقارير الصحافية إلى أن هذا الحادث تزامن مع حادث وفاة مشجع آخر في أعقاب مباراة جمعت فريقي الجيش الملكي، والوداد البيضاوي، بعد أن دهسته حافلة رفقة مجموعة من المشجعين الوداديين.
كما توفي شاب، وأصيب ثلاثة آخرين من مشجعين فريق الجيش الملكي، يوم 30 شتنبر 2017، في حادثة سيْر خطيرة، وقعت على مستوى الطريق الرابطة بين مدينتي سطات ومراكش، حيث كانوا متجهين إلى مدينة مراكش لمساندة فريقهم أمام فريق الكوكب المراكشي.
وصرح الكاتب الإداري لفريق الجيش الملكي، محمد مفيد، حينها أن "الشبان توقفوا بنواحي مدينة سطات للخلود للراحة، قبل إتمام الرحلة نحو مراكش، غير أن شاحنة صدمتهم وهي تسير بسرعة". 
وكانت أثقل هذه الحوادث، تلك التي راح ضحيتها 6 وأصيب آخر إصابات بليغة، من مشجعي فريق اتحاد طنجة يوم 29 أكتوبر من العام الحالي، على مستوى مدخل مدينة العرائش خلال عودتهم من مدينة أكادير، بعد متابعته مباراة فريقهم أمام حسنية أكادير.
ووقع الحادث بعد توقف السيارة التي كانت تقل بعض مشجعي "فارس البوغاز" بجانب الطريق بسبب عطب في المحرك، وهو ما جعل بعض الشبان يحاولون طلب يد المساعدة من مستعملي الطريق، قبل أن تصدمهم إحدى الشاحنات الكبيرة التي كانت تسير في نفس الاتجاه.
سرعة وعدم انضباط !
وتعليقا منه على هذه الحوادث، أرجع إبراهيم فرطاخ، رئيس جمعية "عطاء" المهتمة بمجال التوعية والتحسيس بحوادث السير، بتطوان، الأمر إلى عدة عوامل؛ ومنها مسألة تنظيم بعض الشركات لرحلات تنقل مشجعي الفرق دون الحصول على ترخيص.
وفي معرض حديث لـ"طنجاوي" نبه المتحدث ذاته إلى عامل السرعة من طرف بعض السائقين وعدم هيكلتهم، على جانب نوعية الجمهور الذي قال إنه "يفرض عدم الانضباط على السائقين، فضلا عن عوامل مناخية، كالتساقطات المطرية وغيرها.
وشدد فرطاخ على ضرورة مراقبة مثل هذه الرحلات من خلال مراقبة الطرق؛ "فلا يمكن للسلطات المحلية داخل المدن مراقبتها".
ودعا المتحدث ذاته إلى أن يتم التنسيق مع "الألتراس" المشجعة للفرق من أجل ضمان تنقل الجماهير بشكل منظم وآمن، أو أن تنتظم روابط المشجعين في إطار جمعيات لتتمكن من الحصول على التراخيص اللازمة في هذا الصدد".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@