طنجاوي
من دون ان يرف لهم جفن، انتفض قادة ومنتسبي حزب المصباح وذراعه الدعوي للدفاع عن البرلمانية امينة ماء العينين، صاحبة اللسان الطويل المتخصص في إعطاء دروس الاخلاق للشعب المغربي، بعد انتشار صورها الفاضحة في باريس، وتحديدا بأشهر شارع يحتضن الملاهي والكباريهات وفضاءات الباحثين عن اللذة، وتقديمها كضحية لهجوم منسق يستهدف تشويه "سمعتها" و "تدميرها سياسيا"، في استعادة مكرورة لنظرية المؤامرة التي يلجأ اليها حزب العدالة والتنمية، ضمن خطة اصبحت مفضوحة كلما تم ضبط مناضلاته ومناضليه متلبسين في ورطة اخلاقية.
القضية مزلزلة بالتأكيد وتفضح حقيقة الكثير من
بالدين والاخلاق، وهي تقتضي بكل تأكيد الرد بما يقتضيه المقام من جرأة، على أولئك الذين يرفعون عقيرتهم غاضبين من النبش في الحياة الخاصة للمواطنات والمواطنين.
الامر لا يتعلق بمواطنة عادية، قررت في لحظة ما نزع حجابها، والاستمتاع بحياتها الخاصة بالاسلوب والطريقة التي اختارتها وارتضتها لنفسها..
لا يا سادة..
امينة ماء العينين ليست مواطنة عادية، إنها برلمانية، قيادية في حزب سياسي، وشخصية عامة، ولذلك فإنه بالقطع يستحيل الفصل بين حياتها العامة والخاصة، ومن حق المواطنين متابعة ادق تحركاتها وتفاصيل حياتها، لانهم دافعو الضرائب، وهي تتقاضى أجرها وتعويضاتها من المال العام..
لكن ما يعطي لنشر صور باريس طابع الفضيحة، هو ان صاحبتها جعلت من حجابها أصلا تجاريا لحصد الاصوات الانتخابية، وتنتسب لحزب يجعل من المتاجرة بالدين الاسلامي الحنيف وسيلة للتغلغل داخل الشعب المغربي وبسط هيمنته على المجتمع والتمكين لدولة الحزب والجماعة..
أن تحرص صاحبة اللسان الطويل على تسويق صورة المرأة التقية الورعة داخل المغرب، التي تعطي الدروس للنساء المغربيات في واجب التقيد بالحشمة والوقار، لكنها لا تتردد فور مغادرتها ارض الوطن في التخلص من حجابها وعفتها، وتطلق العنان لنفسها وجسدها من أجل الاستمتاع بملذات الحياة، فهذا ليس له من توصيف سوى النفاق في أبشع تجلياته..
من حق البرلمانية والقيادية في حزب المصباح ان تعيش حياتها بالطول والعرض، وان تختار لنفسها اسلوب الحياة التي ترتضيه، لكن فقط عليها ان تتوقف عن اللعب على كل الحبال، وأن تبتعد عن استغلال الدين للوصول الى مواقع المسؤولية بمؤسسات الدولة...
لقد سقط القناع عن تجار الدين، وانكشفت حقيقتهم امام الشعب، وحكمه بات قريبا..