طنجاوي - غزلان الحوزي
دعا مكتب أمين المظالم بإسبانيا، اليوم الأربعاء، باعتباره المفوض السامي للمحاكم العامة المكلف بالدفاع عن حقوق وحريات المواطنين، وزارة العدل إلى إلغاء أسلوب "السيطرة الميكانيكية" للقاصرين بجميع مراكز الإيواء في التراب الاسباني، عقب مقتل الشاب إلياس الطاهري خنقا على يد ستة حراس.
وكشفت صحيفة "إل الباييس"، التي كانت السباقة في نشر الفيديو الصادم مؤخرا، أن "أمين المظالم" فتح تحقيقا حول مركز الإيواء " Tierras de Oria" بألميريا، حيث توفي إلياس يوم 1 يوليوز سنة 2019، لأنه ليس الحالة الوحيدة بل سبق أن توفي شاب مغربي آخر بنفس الطريقة سنة 2017.
وقالت الصحيفة، أن هذا المركز موضوع العديد من الشكايات قدمها نزلاء المركز، حيث كان قد قدم مديره والعديد من مستخدميه استقالتهم بعد مقتل إلياس.
ويظهر الفيديو، الذي هز الرأي العام المغربي والاسباني، بسبب طمس القضية بالاعاء ان أسباب الوفاة حادثا عرضيا، فيما تؤكد مقاطع الفيديو جليا أن إلياس لم يبدِ أي مقاومة، بل الأخطر من ذلك، أن أحد الحراس قام بوضع ركبته على ظهر إلياس، في منطقة قريبة من العنق، متسببا له صعوبة في التنفس طيلة 13 دقيقة، وهي المدة الزمنية التي يستغرقها بروتوكول “السيطرة الميكانيكية” أو “الاحتواء الميكانيكي”، كما يسمى هذا النوع من السيطرة على الإنسان، وهو بروتوكول يطبق على الراغبين في الانتحار، لكن دون وضع الركبة على العنق.
وكشفت صحيفة "إل كونفدنثيال" شهادات صادمة لرفاق إلياس يوم وفاته، يقول أحدهم أن مدير المركز اجتمع بهم قبل تقديم استقالته وقاله لهم "إن إلياس توفي بسبب جرعة زائدة في الكوكايين"، ما أثار استغرابهم لأن رفيقهم لا يدخن، بل كان شابا هادئا. وعندما ظهرت نتائج التشريح شهر أكتوبر الماضي تبين خلو جسم إلياس من أي آثار سموم، بل أكد التقرير أنه توفي بسبب توقف قلبه نتيجة حادث "عرضي".
ومن جانبه أكد أناس طاهري شقيق إلياس الأكبر، اللذان قدما إلى إسبانيا سويا سنة 2017، أن يوم وفاة آخاه تم إخباره بأسباب عديدة، مرة نتيجة شجار، وتارة أخرى أنه ضرب نفسه لأنه يعاني اضطرابات نفسية.
وأكد شقيق إلياس، أنهم كانوا يتلقون تهديدا من أحد المربيين بالمركز بأنهم سيلقون مصير إلياس إذ لم يمتثلوا لأوامره.
رفيق آخر لإلياس رفض إظهار إسمه للصحيفة، قال إنه يحس جيدا بما تعرض له رفيقه، لأنه عاش نفس التجربة "أخذوني بوحشية إلى نفس الغرفة التي توفي بها إلياس، خنقوني مثل الكلب بوسادة مدة دقيقة، لم أستطع حينها التنفس وعندما أطلقوا سراحي لم أقوى حتى على الكلام".
وأشارت الصحيفة أن موقع "دريايرو" سلط الضوء على قضية إلياس العام الماضي في مقال اكتفى مديره بنشره الصورة، وعدم إظهار الفيديو لاحتوائه مشاهد صادمة، كما أن الصحيفة نشرت شكايات ضد المركز بألميريا سنة 2015 وإلى يومنا هذا لم تتخذ فيه أي إجراءات جنائية..