طنجاوي
على خلاف الإجماع الواسع على إدانة الحادث الإرهابي الذي هز مدينة نيس الفرنسية صباح اليوم الخميس (29 أكتوبر)، تخندق عبد المولى المروري، المحامي البارز في صفوف حزب العدالة والتنمية ضمن زمرة المشيدين بالأعمال الإرهابية.
وقال المروري في تدوينة نشرها على صفحته عبر "الفايس بوك" في تبرير مبطن للعملية الإرهابية التي أودت بحياة ثلاثة فرنسيين وتشجيع لارتكاب المزيد من الهجمات الإرهابية ـ قال ـ إن "حقد إيمانويل ماكرون وكرهه وإساءته للإسلام والرسول تسبب في فتنة كبيرة في فرنسا".
وأضاف متسائلا "كيف سيخرج منها المسكين؟".
وختم تدوينته قائلا "انفلات أمني خطير تعرفه فرنسا الآن".
وعاد المحامي بعد ذلك لينشر تدوينة ثانية لا تخلو من تبنٍ لنظرية المؤامرة حاول من خلالها تدارك الموقف.
وقال إن "عملية القتل التي وقعت في نيس مدانة ومرفوضة وتخالف قيم الإسلام وتعاليمه مهما كان فاعلها، سواء كان مسلما متطرفا جاهلا، أو عملا استخباراتيا جبانا ويبقى ماكرون هو المسؤول معنويا عن هذه الجرائم".
وقوبل موقف المروري بتنديد معلقين. وفي هذا السياق خاطب معلق المحامي بالقول "في لسانك الخفي جهل وتشجيع للإرهاب".
وتابع المعلق نفسه قائلا "سأحذفك من قائمتي، وكيل الملك سيتابعك لا محالة".
وزاد في تعليق ثان متغربا "محام يشجع ويبرر الإرهاب، هذا ما لا أفهمه، المهنة رسالة إنسانية وليست مهمة إرهابية، وداعا زميلي"، وفق تعبيره.
من جانبه، قال معلق آخر إن "العنف والقتل لا مبرر له، وهو يعمق الخلافات، و يؤسس لمزيد من العنف، والعنف المضاد".
ويرى مراقبون أنه أمام هاته الحماقة بات حزب العدالة والتنمية مطالبا بتحديد موقفه من هذا التصريح الأخرق، مطالبين النيابة العامة بمساءلة المحامي عما صدر عنه.
وينص الفصل 2-218 من القانون الجنائي "على الحبس من سنتين إلى ست سنوات وغرامة تتراوح بين 10 آلاف و200 ألف درهم، لكل من أشاد بأفعال تكون جريمة إرهابية".
ويعاقب المشرع على هذه الأفعال المشيدين بالأعمال الإرهابية "بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن أو الاجتماعات العمومية أو بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في الأماكن أو الاجتماعات العمومية أو بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم بواسطة مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية والإلكترونية".
وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب عشرات آخرون في هجوم بسكين وقع صباح الخميس بالقرب من كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصادر من الشرطة الفرنسية أنها أوقفت منفِّذ الهجوم البالغ من العمر 25 عاما.
وأضافت أن نيابة مكافحة الإرهاب قررت فتح تحقيق في "قتل" و"محاولة قتل" بعد الهجوم.
وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصل إلى موقع الهجوم، والتقى قوات الأمن.