طنجاوي - غزلان الحوزي
تفجرت في الايام الماضية قضية اختطاف اب إسباني لابنتيه بجزيرة تينيريفي، انتقامها من امهمها، وهي المأساة الاجتماعية التي هزت المجتمع الاسباني، وتناولتها مختلف المنابر في الجزيرة الابيرية والدولية ، بل تعاطفت معها وجوه رياضية عالمية اطلقت نداءا واسعا للمساعدة غي العثور على الطفلتين.
المثير في القضية، هو ما كشف عنه خواكين أميلس مدير منظمة "SOSDesaparecidos"، الغير الربحية، الذي اكد ان مؤسسته تلقت مؤخرا مكالمة هاتفية من المغرب لرجل ادعى أنه قادر على إيجاد الطفلتين، بفضل "تحركاته"، لكن ذلك يتطلب دفع مبلغ 3000 يورو.
وصرح خواكين أن أحد عشر عاما من التجربة في هذا المجال، تجعله يكتشف من الوهلة الأولى أن الأشخاص الذين يعرضون المساعدة مقابل المال هدفهم النصب، مضيفا ان اساليب النصب تتغير بحسب ظروف وملابسات اي قضية، مشيرا إلى أنه عندما أطلق نداء اختفاء مراهقة في اسبانيا، تلقى مكالمة من المكسيك على الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا، ليخبروه أنها مختطفة ويطالبون بفدية 1000 يورو لتحرريها.
وفي الوقت الذي تشهد العلاقات الدبلوماسية جمودا بين المغرب وإسبانيا حول ملف زعيم ميليشيات البوليساريو والذي دخل التراب الاسباني بجواز سفر جزائري وهوية مزيفة ، وفي ظل ورطة مدريد حول هذه القضية، يمارس الرأي العام الاسباني طيلة الاسبوع الماضي وبداية الحالي، ضغطا كبيرا على السلطات الامنية الاسبانية، وهو ما قد يدفعها الى طلب تعاون أمني مغربي لحل هذه القضية الانسانية، بالرغم من أن الرباط لن تتردد في تقديم الدعم بهذا الخصوص لأنه مرتبط بقضية إنسانية مست شرائح من المجتمع الاسباني، ورغم أن السلطات الامنية المغربية قد تتحفظ من التعاون المباشر مع السلطات الاسبانية، لكن يمكن أن يكون التعاون مع الشرطة الدولية " الانتربول"، والتي حقق معها المغرب في السنوات القليلة نتائج باهرة، بشهادة دولية، اثمرت توقيف وتسليم مطلوبين للعدالة بعدد من الدول التي تربطها مع المغرب علاقات بهذا الخصوص.
وخلصت كل التحريات التي قامت بها السلطات الامنية الاسبانية برا وبحرا، أن الأب الاسباني الخاطف لطفلتيه، قد يكون توجه بزورقه الى السواحل الجنوبية المغربية، لأنها الاقرب الى جزيرة تنيريفي، ومن المرجح أن يكون الامن المغربي قد باشر فعلا تحرياته لتوقيف الهارب المطلوب للشرطة الدولية، غير أن فرضية عدم دخول زورق الاب الاسباني للمياه المغربية يبقى قائما لحدود الان، بالرغم من استبعاد أن يقطع زورقه المياه المغربية في اتجاه السواحل الموريتانية وهذا محتمل، ذلك أنه لو جنح قاربه للسواحل المغربية لكان اليوم موقوفا من طرف السلطات المغربية، خصوصا أن نفس السواحل تشهد بشكل يومي عمليات إحباط عمليات هجرة أفارقة جنوب الصحراء واعتقال العديد منهم.