أخر الأخبار

قصف/ إجراءات/ قلق وآمال.. الطلبة المغاربة في أوكرانيا والهروب من جحيم الحرب

طنجاوي ـ يوسف الحايك 


تتواصل فصول الحرب الدائرة التي تشنها روسيا على أوكرانيا، ويوما بعد آخر، تزداد ظروف آلاف الطلبة المغاربة هناك تعقيدا. 

تحت القصف
بكاميرا هاتفها النقال ترصد سلمى الكيرام، الطالبة المغربية بأوكراتيا، ظروف وصعوبة إقامتها إلى جانب مجموعة من زملائها، وعدد من الأسر الاوكرانية بملجإ تحت القصف الروسي.

ولم تجد سلمى في مقطع مصور تم تداوله على موقع يوتيوب من كلمات لتوصيف ما يجري سوى القول إن "الأمر جد جد صعب". 

الهروب
بدورها، بثت طالبة مغربية أخرى تدرس في السنة النهائية في كلية الصيدلة في مدينة خاركوف شرق أوكرانيا، مقطعا مصورا عبر تطبيق "إنستغرام" من مركز للإيواء في محطة ميترو أنفاق. 

وقالت الطالبة التي لم تكشف عن اسمها إن "هذه المحطة تضم على الأقل 20 من المواطنين المغاربة، وعددا من رعايا الدول العربية". 

وأضافت أن "الوضع هنا جد جد مزرٍ، وهناك خصاص كبير في المواد الأساسية". 

وعبرت الطالبة المغربية عن مخاوفها من مخاطر الطريق للوصول إلى إحدى المدن الحدودية؛ لاسيما وأن المدة الفاصلة بين المنطقتين تتطلب 20 ساعة للوصول. 

في الأثناء، أظهر مقطع مصور اكتظاظا كبيرا في مقطورات أحد القطارات المتجهة من مدينة بولطافا الأوكرانية صوب منطقة حدودية. 

في الجهة المقابلة، نقل طالب مغربي آخر الصورة من الحدود الأوكرانية مع رومانيا. 

وقال في تسجيل صوتي نشر على "انستغرام" إنه دخل رومانيا بعد وصوله إلى منطقة اورليف، بعد قطع واد يفصل بين البلدين. 

وأفاد أنه وبعد الوصول منحته السلطات الرومانية تذكرة، وأخذت بياناته الشخصية، مع إجراء البروتوكل المتعلق بأعراض المتعلقة بكورونا. 

وتابع بالقول إنه يتم نقل الطلبة الواصلين إلى فندق المبيت، في انتظار الحصول على تأشيرة مدتها 12 يوما، قبل المغادرة. 

السفارة.. سباق مع الزمن

من جهتها، تسابق سفارة المملكة المغربية بكييف الزمن في مسعاها إلى إجلاء الطلبة المغاربة. 

ودعت السفارة كافة المواطنين المغاربة المقيمين بأوكرانيا، إلى ضرورة التقيد بالتوجيهات وتدابير السلامة التي دعت إليها السلطات المختصة، مؤكدة أنها منكبة على تسهيل عملية عبور الراغبين منهم في مغادرة البلاد في ظروف آمنة.

وقالت الجهة الدبلوماسية في بلاغ لها، يوم الجمعة (25 فبراير)، إنه "تبعاً للتطورات الميدانية التي تعرفها أوكرانيا حاليا، وبالإشارة إلى بلاغها الصادر في 12 فبراير 2022، فإن سفارة المملكة المغربية بكييف تدعو كافة المواطنين المغاربة المقيمين الذين اختاروا المكوث فوق التراب الأوكراني، إلى ضرورة التقيد بالتوجيهات وتدابير السلامة التي دعت إليها السلطات الأوكرانية المختصة". 

ودعت المواطنين المغاربة بأوكرانيا إلى ضرورة عدم مغادرة أماكن الإقامة إلا في حالات الضرورة القصوى؛ والاحتفاظ الدائم بأوراق إثبات الهوية؛ والتواصل المستمر مع السفارة وخلية الأزمة المُخصصة لهذا الغرض.

وبالنسبة للمواطنين الذين قرروا المُغادرة، يقول البلاغ، فإن السفارة وبتنسيق وثيق مع سفارات المملكة بالدول المُجاورة، منكبة على تسهيل عملية عبور المواطنين المغاربة من أوكرانيا في ظروف آمنة.

وفي هذا الإطار، وأخذا بعين الاعتبار إغلاق المجال الجوي الأوكراني، دعت سفارة المملكة المغربية أيضا، الراغبين في مغادرة التراب الأوكراني، إلى التوجه إلى المنافذ الحدودية للولوج إلى الدول التالية: رومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا، حيث سيتم إنشاء خلايا للاستقبال والمرافقة.

كما دعت السفارة إلى التواصل مع خلية الأزمة بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على الرقمين المجانيين التاليين: من أوكرانيا: (الرقم الأخضر المجَّاني): 0800502683، ومن المغرب: 0537663300.

وحددت مجموعة من نقط العبور الحدودية المفتوحة أمام المغاربة المتواجدين في أوكرانيا نحو البلدان المجاورة.

وأكدت السفارة في بلاغ لها، أنه "ونظرا لاستمرار إغلاق المجال الجوي الأوكراني، فإن سفارة المملكة المغربية في كييف، وبتعاون مع السفارات المغربية بالدول المجاورة، واصلت مساعيها لدى سلطات رومانيـــا وهنغاريـــا وسلوفاكيـــا وبولونيـــا، والتي وافتها بنقط العبور الحدودية التالية المفتوحة في وجه المواطنين المغاربة الوافدين من أوكرانيا".

 ونشرت نقاط العبور الحدودية المفتوحة في وجه المواطنين المغاربة الوافدين من أوكرانيا.

الأمهات.. قلق وآمال

معاناة الطلبة المغاربة في أوكرانيا، يتردد صداها في المغرب، في ظل حالة القلق التي تنتاب أسر الطلبة. 

وفي هذا الصدد، صرحت أم طالبة تتحدر من طنجة تدرس في أوكرانيا، بأن "أمهات الطلبة كلهن في حالة انهيار، ولا يعلم بحالهن سوى الله سبحانه وتعالى، وأبناؤنا يروونا قصصا مأساوية مما يجري هناك". 

وأردفت في حديث مع "طنجاوي" أن  "أبناءنا العالقون في أوكرانيا يعيشون ظروفا صعبة، خاصة وأن من  نفدت المبالغ المالية التي كانت في حوزتهم، وعدم قرتهم على الحصول عليها من الشبابيك البنكية".

واسترسلت بأن"من بين هؤلاء الطلبة من يحاولون الوصول الى المناطق الحدودية عبر الحافلات والقطارات، ويهم يغامرون ويجازفون بأرواحهم". 

وبالحديث عن وضع ابنتها، قالت "نحن على أعصابنا، ابنتي استقلت القطار في محاولة منها للوصول إلى مدينة فيف". 

وأردفت "اتفقت مع ابنتي على ان نتواصل كل ساعتين لتطلعني على احوالها، بسبب صعوبات التواصل، في ظل عدم توفر إمكانية شحن الهاتف بشكل منتظم". 

وزادت قائلة "نعلق آمالا كبيرا على الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة الخارجية المغربية، التي دعت المواطنين المغاربة بالتوجه الى الحدود مع رومانيا وهانغاريا، وسلوفاكيا". 

وتساءلت عن الإجراءات التي يمكن لبعثات الدبلوماسية المغربية من أجل إجلاء العالقين بعد وصولهم إلى النقاط الحدودية. 

وتعليقا منها على وصول أول رحلة لاجلاء الطلبة العالقين بأوكرانيا إلى مطار ابن بطوطة قادمة من العاصمة كييف، قبل أيام، اعتبرت أن عدد الطلبة العائدون ما هو إلا جزء قليل من الطلبة المغاربة المقيمين في أوكرانيا. 

العائدون

وحطت يوم الثلاثاء (15 فبراير) بمطار طنجة ابن بطوطة الدولي طائرة تابعة لشركة "العربية للطيران" تقل 99 طالبا مغربيا يتابعون دراساتهم بأوكرانيا.

وأكد عدد من الطلبة العائدين على متن الرحلة، في تصريحات استقتها القناة الإخبارية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عددا من الطلبة فضلوا العودة إلى المغرب والحرص على متابعة الدراسة عن بعد بسبب الأجواء المتوترة بأوكرانيا، والتي كانت "مبعث قلق بالنسبة لعائلات الطلبة المغاربة بأوكرانيا". 

وفي على صعيد متصل، قدر محمد إلياس بنفضيل، مدير مكتب للطلبة المغاربة بأوكرانيا، عدد الطلبة بـ12 ألف طالب، عاد منهم ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف طالب عقب بلاغ السفارة الذي طالب بالعودة قبل بداية القصف، فيما يوجد حاليا ما بين 8 آلاف و9 آلاف طالب، مازالوا عالقين تحت القصف.

وكشف بنفضيل في تصريح أدلى لصحيفة "هسبريس" الإخبارية
 أن "كل مدينة ووضعها، فهناك مدن يتم فيها القصف بشكل عشوائي ويصيب المناطق السكنية، وأخرى يتم فيها استهداف المناطق الحيوية، مثل المطارات وغيرها". 

وأكد بالقول "نحاول البقاء على تواصل مع الطلبة بمختلف المدن، وأيضا عائلتهم بالمغرب، وأنشأنا مجموعات الطلبة والآباء لتوضيح الإجراءات التي يمكن اتباعها، في انتظار ما يمكن أن تقوم به الدولة المغربية من حلول". 

ونبه إلى أن"الوضع صعب، وأن المدار الجوي مغلق، وبالتالي يصعب القيام بأي خطوات في الوقت الحالي".

ويحتل الطلبة المغاربة في أوكرانيا المركز الثاني في ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على البلاد للدراسة، إلى حدود سنة 2021، بحسب أرقام رسمية حديثة نشرتها وزارة التعليم الأوكرانية. 

موقف واضح

دبلوماسيا، عبرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن موقف واضح من الحرب الدائرة. 

وقالت الوزارة في بلاغ لها، أمس السبت (26 فبراير)، إن "المملكة المغربية تتابع بقلق تطورات الوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا". 

وأضافت أن "المملكة المغربية تجدد دعمها للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة". 

وذكرت الوزارة بتشبث المملكة المغربية بمبدأ عدم اللجوء إلى القوة لتسوية النزاعات بين الدول، وتشجع جميع المبادرات والإجراءات التي تسهم في تعزيز التسوية السلمية للنزاعات.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@