طنجاوي
تفاعل عبد العزيز جناتي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة مع انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لظهور قط البج أو السيرڤال بغابة بطنجة.
وقال جناتي في تدوينة له إنه "بعد الاتصال ببعض الأصدقاء الباحثين المختصين أكدوا أن الأمر يتعلق بحيوان من نوع السيرفال (Leptailurus serval) أو ما يسمى بالعربية قط البج أو القط الأنمر، الذي يتميز بطول يتراوح بين 85 و112 سم ووزن يتراوح بين 9 و26 كغ، له أرجل طويلة ورأس ممدود مع أذنين كبيرتين تسمحان له بالسمع الحساس ورؤية الفرائس من خلال الأعشاب العالية في مواطنه الطبيعية.
وأكد أنه بالنسبة لأنماط فرائه، التي تتراوح بين نقاط وبقع تشبه تلك الموجودة على الفهود إلى بقع بسيطة فوق العينين وحلقات حول الذيل، ويتغذى أساسا على القوارض والطيور وغيرها، وله سلوك مسالم نسبيا تجاه الانسان.
وتاريخيًا،-يضيف جناتي- "كان السيرفال يُشاهد في مناطق متعددة في أفريقيا ولكن نظرًا لعوامل مثل الصيد وفقدان المواطن الطبيعية، باتت هذه الأنواع نادرة في بعض المناطق. إعادة ظهور السيرفال في طنجة، وهو ما لم يُوثق منذ سنوات، ربما يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية استيعاب موائلها الطبيعية لهذا النوع من الوحيش، رغم احتمالية أن يكون هذا الحيوان قد تم إطلاقه عن طريق الخطأ أو أنه هرب من الأسر".
وذكر بأن السيرفال محمي بموجب القانون المغربي رقم 29.05 ومدرج ضمن المرفق الثاني لاتفاقية واشنطن (CITES)، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بحماية هذا النوع وغيره من الأنواع البرية من الاتجار غير القانوني والانقراض.
واعتبر أن حدث رصد السيرفال في طنجة وما رافقه من كلام إن كان له من إيجابية فهو قد أعاد للواجهة قضية تثمين وحماية البيئات الطبيعية كمواطن حيوية للتنوع البيولوجي في وقت تتزايد بحدة المخاطر المحدقة بها نتيجة السلوكيات الإجرامية لبعض بني البشر.
ورأى أن هذا الأمر "يسائل الجميع حول الإجراءات العملية للتصدي لذلك ببرامج ومبادرات تتجاوز في سائر الأحوال ظاهرة الحرائق الموسمية رغم أهمية الاستعداد لها، كجزء لا يتجزأ من التزامنا الجماعي بحماية بيئتنا و ضمان استدامة مواردها للأجيال القادمة، فلا داعي للخوف من ارتياد غاباتنا لأن تواجدنا بها هو صمام أمان حمايتها".
