محمد العمراني
مباشرة من بعد الإعلان عن إنهاء مهام محمد بنعيسى من مهامو كرئيس قسم الشؤون الداخلية بولاية طنجة، خرجت العديد من التسريبات بشكل متزامن كتحاول تنسب قرار التنقيل للخلاف ديالو مع الأحرار بطنجة.
مما لاشك فيه أن قرار التنقيل كان عندو وقع الزلزال فالمدينة، بالنظر لكون بنعيسى أصبح يوصف من طرف المتتبعين والمواطنين بالرجل القوي داخل مبنى الولاية، حيث منذ وصوله لطنجة تمكن من وضع يده على العديد من الملفات، وكان وراء مجموعة من القرارات للي مفروض تكون من اختصاص الكاتب العام.
ولذلك الناس تفاجأت من قرار نقله لشتوكة ايت باها لشغل منصب الكاتب العام، واخا نظريا القرار كيبان ترقية.
لكن الظالعين في تفكيك شفرات القرارات الصادرة من وزارة الداخلية يؤكدون ان نقل بنعيسى هو في عمقه قرار تأديبي مغلف في ثوب ترقية.
ولذلك فقرار من هاد الحجم طبيعي ان المتتبعين خصهوم يعرفو شنو وقع وشكون سبابو؟..
واش فعلا الخلاف مع الاحرار كان عندو دخل فهاد القرار او ان العلاقة المتوترة للي كانت بين بنعيسى ورجال السلطة المحلية هي السبب؟
اولا من خلال التأمل فالمسار المهني ديال بنعيسى كدياجيست غادي يكتشف حقيقة لافته، خص ضروري الوقوف عليها وتفكيك خباياها، وهي ان الرجل خدم مع مهيدية فالرباط ومن بعد جا اليعقوبي وخاد فيه قرار التوقيف، من بعد مشى لمراكش ومن بعد مدة قليلة وقفو الوالي قسي لحلو، وتحال على الادارة المركزية، من بعد مشى لفاس مع الوالي زنيبر ودوز عام فقط، و جا لطنجة عند الوالي مهيدية ومن بعد شهرين تعين الوالي التازي على جهة طنجة، وعاود بنعيسى ما كملش معاه 10 أشهر حتى جا قرار التنقيل ديالو.
اذن فأربع سنوات بنعيسى الدياجيست دوز الرباط مراكش فاس طنجة وهاهو غادي لشتوكة أيت بها.
واش هاد المسار طبيعي؟
راه كولشي كيتساءل: يا إما هذا مسؤول مجهد وعندو كفاءة كبيرة، و الداخلية كتحرص باش ينقل الخبرة ديالو لعدة جهات فالمغرب، يا إما أن أسلوب الاشتغال ديالو ما كيعطيش النتيجة وكيخلق مشاكل بإجماع هاد الولاة بخمسة، والجميع كيعرف القيمة ديالهوم، هادو راهوم كاليبر كبير فالادارة الترابية ماشي اللعب هذا، الامر يتعلق بمهيدية، اليعقوبي، قسي لحلو، زنيبر والتازي.
واش حتى فالرباط ومراكش وفاس الاحرار هم السبب فالتنقيل ديالو؟!!!!.
فالحقيقة أنا معنديش الجواب على سؤال ديال علاش بنعيسى ما كيطولش فالبيرو ديالو وكل مرة كيبدل العتبة، وهاد المرة بدل العتبة و المهمة من دياجيست لكاتب عام؟!!.
الجواب غادي نخليه للقارئ ولمتتبعي الشأن العام.
للي مؤكد هو ان صناع القرار في وزارة الداخلية وصلو لواحد القناعة راسخة، وهي انه منذ تعيين بنعيسى دياجيست ديال طنجة وقع احتقان كبير فصفوف رجال السلطة سواء للي مشى او للي بقى، وجميع رجال السلطة للي بقاو و كانوا محسوبين على بعض المسؤولين الترابيين للي غادرو طنجة كولهوم شعروا انهم مستهدفين وكاين إصرار على النبش فالملفات ديالهوم، وهاد شي وصل بطبيعة الحال لوزارة الداخلية، وجات لجان التفتيش ودارت بحث فهاد الجو ديال القلق والاحتقان ورفعت الخلاصات ديالها لأصحاب الحل والعقد فالوزارة، وبنعيسى كان خصو يعرف مزيان ان وزارة الداخلية لن ترحم أي مسؤول يمارس مهامه بعقلية تصفية الحساب والنبش فالملفات بطريقة انتقائية وبخلفية انتقامية.
وهنا ضروري ما نشير لواحد الحاجة مهمة، وهي انه مباشرة من بعد صدور قرار إنهاء مهام محمد بنعيسى بولاية طنجة وتنقيلو لشتوكة ايت بها عم ارتياح كبير في صفوف الاغلبية الساحقة ديال رجال السلطة، لدرجة انهم بداو كيتبادلو التهاني، والغريب انه قبل الحركة الانتقالية كان المطلب ديالهوم: "يا ربي نمشي من طنجة وسربيسي يخرج على خير".
فالحقيقة الاحتفال داروه رجال السلطة ماشي الاحرار.
من جهة اخرى كاين اجماع فطنجة عند الأحزاب السياسية الممثلة فالمجالس المنتخبة د المدينة ان بنعيسى والليموري كانت كتجمعهم علاقة شخصية متينة، كنسطر جيدا على الليموري وعلى علاقة شخصية متينة، وماقولتش البام، لان حتى بعض القيادات من داخل البام حسو بللي العمدة كيستقوي عليهوم بالعلاقة ديالو مع الدياجي باش يفرض وجودو داخل التراكتور. وهادي حقيقة ما يمكن ينكرها حتى واحد، حيت مقربين من الليموري كانوا كيفتاخرو فالجلسات الخاصة ديالهوم بهاد العلاقة المميزة، وكانوا كيعتبرو انهم عندهوم الضوء الأخضر لترتيب استحقاقات 2027/2026 بما يخدم أجندتهم، وهادو مباشرة من بعد قرار التنقيل وهوما عايشين حالة غريبة من الارتباك والذهول، وكأنهم فقدوا عزيزا عليهم.
ثالث حاجة ان بنعيسى كان وراء عدة قرارات تحكُّمية وغير مدروسة، وللي كان عندها تداعيات سلبية على مستوى الحركية الاقتصادية، ولولا حكمة الوالي التازي وسرعة تدخله لتطورت الأمور نحو الاسوء، والجميع يعرف الآثار الاجتماعية الوخيمة لبطئ دوران عجلة الاقتصاد فمدينة من حجم طنجة.
دابا نرجعو لسؤال: واش الخلاف ديال بنعيسى مع الاحرار كان عندو دور فقرار تنقيلو لشتوكة أيت باها؟.
اولا، كيفاش الأحرار عندهوم هاد القدرة ديال التأثير فقرارات وزارة الداخلية و الباشا للي منعت اخنوش من إكمال الكلمة ديالو فالحملة الانتخابية مازال فالمنصب ديالها وفنفس الدائرة الترابية، على الأقل كون انتاقلت لشي مدينة اخرى؟!.
ثانيا: شوفو شحال من رئيس جماعة ديال الاحرار تفعلت فحقو مساطر العزل وكاين للي تم الاعتقال ديالو بشكايات من وزارة الداخلية، بحالهوم بحال باقي الأحزاب، وهنا يمكن نعرفو واش هاد الحزب عندو القدرة يأثر على قرارات الداخلية؟!.
ثالثا، من العيب والعار ان هاد الاتهامات للأحرار يتم نسبها لمصادر مقربة من محمد بنعيسى، حيث إذا كان فعلا ان بنعيسى وراء هاد التسريبات فالأمر فيه استبلاد لعقول المواطنين والمتابعين، والأخطر من ذلك انه ينطوي على إهانة كبيرة لصناع القرار بوزارة الداخلية، للي مشهود لهم بالصرامة والنزاهة والموضوعية في اتخاذ القرارات، وهناك إجماع ديال رجال السلطة ان آلية 360 ضمنت تكافؤ الفرص، والشفافية في الترقية على قاعدة الاستحقاق والكفاءة، وبنعيسى كيعرف مزيان انه لم يسبق لشي حزب كان عندو تأثير فالقرارات ديال وزارة الداخلية وما عمرو غادي يتحكم لا آنيا ولا مستقبليا.
اخيرا على محمد بنعيسى ان يتحلى بخصلة النقد الذاتي، وان يراجع جيدا صحيفة أعماله خلال الأربع سنوات المنصرمة وان يدقق في ما كسبت يداه خلال السنة التي قضاها بطنجة ليعرف الاسباب الحقيقية التي كانت وراء نهاية حقبة بنعيسى الدياجيست.
بالمقابل يمكن يكون التنقيل ديالو لشتوكة أيت باها صفحة جديدة فالمسار المهني ديال بنعيسى كمسؤول إداري، إذا عرف كيفاش يصحح أسلوب اشتغالو وقدر يلجم الرغبة الجامحة ديالو في السيطرة والتحكم والضبط والربط والنبش فالملفات ديال الزملاء ديالو.
عموما كنتمناو لسي محمد بنعيسى كامل التوفيق في مهمته الإدارية الجديدة.