طنجاوي
لا يزال القاطنون بحي السلام بحومة الحداد مرعوبين من مشاهد جريمة قتل وصفوها بالمجزرة، عندما أقدم شاب ثلاثيني على قتل والدته بدم بارد، قبل أن يصيب شقيقه وشقيقته بجروح خطيرة تسببت في نقلهما نحو مستشفى محمد الخامس بطنجة في حالة حرجة يوم أمس الخميس.
أزمة نفسية
وكشفت مصادر لموقع "طنجاوي" أن الجاني الذي قرر دون سابق إنذار الإجهاز على جميع أفراد أسرته في مشهد لم تعهد مثله ساكنة حومة الحداد، كان يعيش وضعا نفسيا متأزما، و كان يعتقد أن أفراد أسرته يهملونه ويعاملونه بطريقة أثارت استيائه وحفزته لارتكاب جريمته.
الخطير في الأمر أن الجاني سبق أن اعتدى على والدته قبل فترة، دون أن يعدل عن فكرة قتلها، التي ظلت تراوده حتى قام بتنفيذها بعدما عاش لحظات صعبة قبل تنفيذ الجريمة.
مشاهد بشعة
تشير الساعة للثالثة من صباح أمس الخميس، عندما أمسك الجاني، الذي كان يرتدي جلبابا خفيفا، سكينا عازما على قتل جميع أفراد أسرته، ثم ولج غرفة نوم والدته ليقوم بطعنها بطعنات قاتلة على مستوى الظهر والبطن، وواصل الهجوم عليها بشكل هستيري حتى لفظت أنفاسها فوق سريرها.
وأمسك الجاني سكينه متجها نحو شقيقته، التي لم يترك لها مجالا لتفهم ما يحدث، حتى أنه لم يبال لصرخاتها وتوسلاتها، موجها لها طعنات عميقة على مستوى قفصها الصدري تسببت في نزيف حاد، لتسقط وسط بركة من الدماء.
وحاول الجاني قتل شقيقه الذي استطاع مقاومته رغم ما تعرض له من جروح، قبل أن يفلت من قبضته أمام أنظار والده، الذي كان يتابع مصدوما لما يحدث من سفك للدماء دون ان يجرؤ على القيام بأي رد فعل.
ونجح شقيق الجاني في الإفلات منه قبل أن يسقط أرضا وسط حالة من الهلع والرعب والصراخ ما أثار انتباه جيران الجاني وأسرته.
وعاد الجاني بخطوات متثاقلة نحو منزله وخاطب والده "دابا النوبة ديالك" قبل أن يفقد الجاني توازنه، وينزلق بسبب الدماء التي حولت المنزل لبركة حمراء، ولولا سرعة وصول عناصر الأمن الذين تمكنوا من توقيف الجاني، لانضاف أبوه إلى قائمة الضحايا.
صدمة الجيران
لم يستوعب جيران الأسرة المنكوبة، القاطنة بشقة في إحدى الإقامات بحي السلام، حقيقة الأمر منذ أول وهلة، مؤكدين أن الجاني كان شخصا انطوائيا وقليل الكلام، و كان يعمد دوما للانعزال وحده لتدخين مخدراته دون أن يقو أحد على التقرب منه.
وكشف جيران الجاني عن صدمتهم الكبيرة بعد سماع أصوات صراخ التي ظنوا منذ أول وهلة أنها تتعلق بحادثة اقتحام لص لمنزل الضحايا، قبل أن يكتشفوا تفاصيل هذه الجريمة التي لن تنسها ساكنة حومة الحداد أبدا.