طنجاوي
أكد تقرير لموقع “تايمز أيروسبيس” المتخصص في أخبار صناعة الطيران اقتراب المملكة المغربية من أن تصبح أول دولة عربية وإفريقية تستحوذ على مقاتلات “إف-35” الشبحية الأمريكية، خاصة بعدما أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لهذه الصفقة، وهي التي كانت دائمًا ما تمارس ضغوطًا على الإدارات الأمريكية لمنع بيع هذه الطائرة المتقدمة للدول العربية، حفاظًا على “تفوقها العسكري النوعي” في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار نفس الموقع إلى أن هذه الصفقة تتضمن توريد 32 طائرة مقاتلة إلى القوات المسلحة الملكية المغربية، بقيمة تصل إلى نحو 17 مليار دولار أمريكي، تشمل تكاليف الشراء والصيانة، مبرزًا أن مصادر في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي (أيدكس)، الذي أُقيم في مدينة أبوظبي في فبراير الماضي، أكدت أن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من شأنها إعطاء الضوء الأخضر أخيرًا لاستكمال هذه الصفقة التي بدأها في ولايته الأولى.
ويأتي هذا التطور في ظل تحركات استراتيجية أوسع تقوم بها المملكة المغربية لتعزيز قدراتها الجوية، إذ سبق للولايات المتحدة أن وافقت في أغسطس 2020 على صفقة لتزويد القوات الجوية الملكية المغربية بـ24 مقاتلة من طراز F-16C/D بلوك 72، تشمل 20 طائرة F-16C وأربع طائرات F-16D، بمحركات برات آند ويتني F100-229، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم خلال العام الجاري.
في السياق ذاته، تخضع 23 مقاتلة F-16 أخرى تابعة للمغرب لعملية تحديث إلى الطراز الأحدث F-16V، ما يمنحها قدرات متقدمة تشمل رادار AESA من نوع Northrop Grumman APG-83، وحاضن استهداف من طراز Lockheed Martin AN/AAQ-33 Sniper، ونظام إدارة الحرب الإلكترونية Terma AN/ALQ-213، إلى جانب نظام الدفاع الإلكتروني المتكامل L3Harris AN/ALQ-211 AIDEWS.
كما أورد التقرير أن المغرب يعمل على دمج طائرتي استطلاع ومراقبة ISR من طراز Gulfstream 550، يتم تجهيزهما بأنظمة من شركة Elta الإسرائيلية، وذلك في منشأة L3 Systems بولاية تكساس الأمريكية، مضيفا إلى ذلك امتلاك المملكة لأقمار صناعية تجسسية إسرائيلية، وهو ما يعزز قدرتها على مراقبة جيرانها، وفي مقدمتهم الجزائر.
وأشار التقرير إلى أن هذه التطورات قد تثير قلق الجزائر، التي تواجه ما وصفه التقرير بتفوق متنامي في القدرات القتالية للقوات الجوية المغربية. ويُعتقد أن هذا الوضع من بين العوامل التي دفعت الجزائر إلى السعي للحصول على مقاتلات الجيل الخامس الروسية Su-57، رغم الفجوة القائمة في تكامل الأنظمة القتالية بين الطرفين، حسب ما جاء في التقرير.
وأبرز التقرير أيضاً أن أي تكامل مستقبلي بين مقاتلات F-35 وF-16 المغربية سيكون مدعوماً بخبرات قوات جوية حليفة في حلف الناتو، والتي سبق لها أن اعتمدت المسار التدريبي ذاته، في إطار الاستعدادات لتسليم الطائرات المتقدمة للمغرب في حدود عام 2035.