طنجاوي - متابعة
قال محلل البيانات، يوسف سعود، إن أكثر من 70 في المائة من المغاربة يعيشون في 1 في المائة فقط من مساحة البلاد، رغم أن مساحة المغرب تبلغ حوالي 716 ألف كيلومتر مربع، ما يعكس حدة التمركز السكاني والاكتظاظ الحضري.
وأضاف في منشور له، أن أحد المؤشرات العالمية المهمة لقياس الاكتظاظ هو عدد الأشخاص لكل غرفة، حيث يسجل المغرب معدلا في حدود 1.4 شخص لكل غرفة، وهو معدل مرتفع مقارنة بالدول التي تتراوح فيها النسبة بين 0.5 و0.8 شخص.
الخبير سعود انطلق من تجربته الشخصية، ليبرز أنه عاش هذه الظاهرة شخصيا، إذ نشأ في منزل مكتظ كان يضم 8 أفراد، رغم أنه لا يتسع إلا لـ4 أشخاص، بينما يعيش اليوم في بلد يسجل معدلا يتراوح بين 0.5 و0.8 شخص لكل غرفة.
ويرى أن جزءا من المسؤولية في تراجع معدلات الخصوبة يعود إلى المنعشين العقاريين والجهات التي تحدد لهم الضوابط، متسائلا كيف يمكن بناء وحدات سكنية بغرفتين فقط في ظل معدلات خصوبة كانت قبل سنوات في حدود 2.3 إلى 2.5 طفل لكل أسرة.
وأشار إلى أن جيل الألفية، الذي اكتشف العالم عبر الإنترنت، لا يجد حافزا للإنجاب إذا كان السؤال المطروح هو: "أين سنضع أبناءنا؟"
واعتبر سعود أن السياسات العمومية في السكن ساهمت في نزول معدل الخصوبة إلى أقل من 2، ما يعني الدخول في وضع يهدد تجدد الأجيال ويدفع نحو "انقراض ديمغرافي" على المدى البعيد.
ولفت إلى أن المغرب يتوفر على شريط ساحلي بطول 3,700 كيلومتر، يمكن استغلاله لبناء أكثر من 200 تجمع حضري وتحويلها إلى مناطق جذب سكاني واقتصادي بأفكار بسيطة، لكنه تأسف لكون البلاد، منذ الاستقلال، لم تبن مدينة حديثة بتصميم حضري مستقبلي، باستثناء مشاريع محدودة مثل تامسنا وقرية الرحمة.
وأورد أن المغرب قادر على استيعاب 120 مليون نسمة بشكل مريح إذا أعيد التخطيط العمراني بعقلية جديدة، لكن الواقع الحالي يثبت أن 37 مليون نسمة يجدون صعوبة في العيش المريح بسبب سوء توزيع السكان وغياب رؤية حضرية متجددة.