طنجاوي
تواجه الكوميدية البلجيكية من أصول جزائرية، نوال مدني، تحقيقا قضائيا في باريس، بعد حادثة مثيرة وقعت مساء الاثنين الماضي بجادة الشانزيليزيه، حيث وُجهت إليها تهمة "العنف ضد قاصر دون سن الخامسة عشرة".
القصة بدأت حين حاول طفل في السادسة من عمره يدعى جوليان، التقاط صورة مع الفنانة بعد أن تعرف عليها أثناء وجوده مع والده وأشقائه الأربعة في الشارع السياحي الشهير.
ووفقًا لصحيفة لو باريزيان، فإن نوال مدني ردّت على اقتراب الطفل بـ"ركلة قوية في صدره" أوقعته أرضًا، ما تسبب في نقله إلى مستشفى "نيكر" للأطفال، حيث أظهرت الفحوص غياب أي إصابات داخلية، لكن الطفل ظلّ في حالة صدمة واضحة.
والد الطفل، المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "بيبثان"، أوضح أن أبناءه كانوا معتادين على التفاعل مع المشاهير، وأنه لم يتوقع أي رد فعل عنيف من الفنانة. وقال شهود عيان إن نوال مدني بدت غاضبة واعتقدت أن الأطفال يحاولون سرقتها، إذ صرخت في وجوههم وابتعدت مسرعة قبل وصول فرق الإسعاف.
من جهتها، تقدمت الفنانة لاحقًا إلى مركز الشرطة في الدائرة الثامنة لتقديم روايتها، مؤكدة أنها تصرفت بدافع الخوف، بعدما ظنت أنها مستهدفة بمحاولة نشل، خصوصًا أن الطفل اقترب منها بسرعة، لتفتح الشرطة الفرنسية تحقيقًا رسميًا بتهمة "العنف على قاصر"، فيما تم الاستماع إلى شهادة الوالد والشهود.
وقد أثارت هذه الحادثة موجة واسعة من التفاعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر تصرف الفنانة "مبالغًا فيه وغير مبرر" تجاه طفل، وبين من دعا إلى انتظار نتائج التحقيق قبل إصدار الأحكام، فيما التزمت نوال مدني الصمت حول القضية.
وتعد نوال مدني كوميدية بارزة، وهي من أصول جزائرية. ولدت في بروكسل سنة 1983 لعائلة تنحدر من ولاية بجاية. اشتهرت بأسلوبها الساخر الذي يجمع بين قضايا الهوية والمرأة والمجتمع في فرنسا، وبرزت من خلال عروضها الكوميدية على المسارح الفرنسية، الى جانب مشاركتها في عدد من الأفلام والمسلسلات الناجحة مثل فيلم "باتايا" و"نحن الثلاثة أو لا أحد". وقد حققت عروضها الفكاهية انتشارا واسعا في فرنسا وبلجيكا، ما جعلها من أبرز الكوميديات في الساحة الفنية الفرنكفونية.
