طنجاوي
أفاد تقرير لصحيفة The Times of Israel بأن المغرب شرع في تشغيل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية Barak MX، في خطوة توصف بأنها غير مسبوقة على مستوى شمال إفريقيا، إذ تمنح الرباط قدرة متقدمة على اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة لمسافات تصل إلى 150 كيلومترا.
وحسب التقرير، الصادر يوم أمس السبت، فإن هذا التطور جاء بعيدا عن الأضواء الدولية، في وقت كانت فيه الساحة العالمية منشغلة بفترة الأعياد، غير أن تداعياته تحمل أبعادا استراتيجية عميقة على مستوى التوازنات الأمنية في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الأمنية أمين أيوب أن إدخال هذا النظام الدفاعي يشكل نقطة تحول في مقاربة المملكة للأمن الإقليمي، مشيرًا إلى أنه يعزز من قدرتها على مواجهة التهديدات الجوية المحتملة، بما فيها المخاطر المرتبطة بنشاط بعض الجماعات الانفصالية، وعلى رأسها جبهة البوليساريو.
ولفت التقرير إلى أن الشراكة الدفاعية بين الرباط وتل أبيب تجاوزت منطق التسلح التقليدي، لتتجه نحو توطين الصناعة العسكرية، مبرزًا افتتاح شركة Blue Bird Aero Systems الإسرائيلية أول مصنع لها للطائرات بدون طيار في شمال إفريقيا، بمدينة بنسليمان، والمتخصص في إنتاج طائرات هجومية مسيّرة من طراز “SpyX” يصل مداها العملياتي إلى 50 كيلومترًا.
واعتبر أيوب أن هذا المسار يعكس رغبة المغرب في بناء قاعدة صناعية دفاعية مستقلة، تعتمد على نقل الخبرة والتكنولوجيا، وإدماج الموارد البشرية المغربية في منظومات إنتاج متقدمة.
وفي قراءة أوسع للمشهد الإقليمي، أشار التقرير إلى أن هذا التطور عزز الحضور الاستراتيجي للمغرب، في مقابل خيارات أخرى بالمنطقة وُصفت بالمنغلقة، في إشارة إلى انشغال الجزائر بملفات مرتبطة بالماضي الاستعماري، بدل الاستثمار في رهانات الأمن والتكنولوجيا المستقبلية.
وختم التقرير بالتنبيه إلى أن هذه التحركات تعزز موقع المغرب كشريك محوري للولايات المتحدة، ولاعب إقليمي في حفظ الاستقرار على الواجهة الأطلسية لإفريقيا، في ظل تصاعد التحديات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء.