طنجاوي
طالبت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، في رسالة مفتوحة إلى والي طنجة، التدخل من أجل إنقاذ معلمة محطة القطار القديمة بالميناء، مؤكدة أنه قد بدأت مرحلة العد العكسي لإنهاء حياة معلمة محطة القطار القديمة بمدخل ميناء طنجة، التي يعود تاريخ بنائها إلى الربع الأول من القرن الماضي، في أول تجربة بعد دخول القطار إلى المغرب. وقد مثلت أول محطة رسمية على خط طنجة - فاس، كما اكتست طابعا وطنيا وسياسيا مع ظهور البوادر الأولى للزيارة الملكية يوم 9 أبريل 1947، حيث نزل بها الملك محمد الخامس، في تحد كبير للقوات الاستعمارية، التي حاولت منع الزيارة التي كان هدفها الأساسي والأسمى هو تأكيد الربط والوحدة بين شمال المغرب وجنوبه...
ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت محطة القطار بطنجة، تضيف الرسالة، تشكل إحدى المحطات التاريخية الأساسية بالمدينة، كزيارة الراحل الحسن الثاني، ونقل ممثلي مناطق الشمال المشاركين في المسيرة... كما ظلت هذه المعلمة تمثل الشاهد الوحيد على مرحلة دخول القطار إلى المدينة، والوصول إلى أقصى نقطة بالميناء من أجل نقل البضائع والمسافرين، بكل أبهة وأناقة بعد اجتيازه شريط خليج طنجة، وهو يلقي بصوته المنبه، الذي اعتاده الناس وألفوه.. وقد أصبح كالساعة الضابطة للمواقيت. فكان وجوده يعد جزءا لا يتجزأ من وجدان وكيان هذه المدينة ..
لكن المؤسف، حسب ذات الرسالة، تم إعطاء الضوء الأخضر للتخلص من هذه البناية الأثرية عن طريق الهدم، تحت ذريعة إعادة تهيئة الميناء الترفيهي. و ذلك في الوقت الذي يرفع فيه شعار حماية التراث والمباني التاريخية من طرف الجهة الحاضنة للمشروع... كما شرع في تنفيذ عملية الهدم، وتفكيك التجهيزات الداخلية للمحطة بعد وضع حواجز حول محيطها، وإدخال بعض الأدوات الخاصة بالهدم .
والتمست الرابطة من والي طنجة التدخل العاجل من أجل إنقاذ هذه المعلمة وإدماجها ضمن مكونات المشروع المينائي، وفق المواصفات المطلوبة، مع العمل على ترميمها وتحويلها إلى متحف تاريخي ومزار دائم لزائري طنجة وساكنتها.