طنجاوي - غزلان الحوزي
يواجه إقليم مدريد، اليوم الثلاثاء، موعدا انتخابيا استثنائيا، حيث يتم استدعاء أزيد من حمسة ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم، في استحقاق لا يتميز فقط بكونه يجرى في ظروف الوباء الصحية، بل لكون رئيسة الإقليم أقرت التصويت، على غير عادة البلاد في أحد أيام الأسبوع العملية، أي الثلاثاء، إذ اعتاد الإسبان على التصويت في عطل نهاية الأسبوع. وتعد هذه هي المرة الثانية في ظرف عامين التي يتم فيها استدعاء الناخبين في مدريد.
وقد تكون هذه هي الانتخابات الأولى في إسبانيا التي يمكن أن تنبثق منها حكومة يشارك فيها اليمين المتطرف.
ويتم النظر إلى انتخابات مدريد باعتبارها حاسمة بالنسبة للعديد من الأحزاب السياسية، حيث يأمل بابلو كاسادو (الحزب الشعبي) في تحويل مدريد إلى فوزه الانتخابي الأول منذ أن تولى قيادة الحزب، وهو ما يعني نجاح مشروعه لتوحيد اليمين من خلال امتصاص حزب ثيودادانوس الذي بدأ يتلاشى.
ودفع رئيس الحكومة الإسبانية بوزيرة الاقتصاد والسياحة، رييس ماروتو، لتكون نائبة لمرشحه لرئاسة إقليم مدريد، أنخيل غابيلوندو، كما زج بكاتبة الدولة لشؤون الهجرة، هناء جلول، لتحتل المنصب الثاني في قائمة الحزب. ويرى الحزب الاشتراكي في انتخابات مدريد امتحانا لتسييره للأزمة الصحية، فإذا فاز فيها سيعني ذلك تزكية له ولحكومته.
ودفع حزب بوديموس الشريك في الحكومة برئيسه، بابلو إغليسياس، ليكون المرشح في انتخابات الإقليم، حيث تخلى عن منصب نائب رئيس الحكومة الإسبانية، وهو ما يعكس الأهمية التي تحظى بها مدريد في حسابات الأحزاب.
وتتنافس ستة أحزاب رئيسية بحظوظ متفاوتة، فمن جهة اليمين، تمنح استطلاعات الرأي إيزابيل دياث أيوسو، رئيسة الإقليم (الحزب الشعبي) أغلبية مطلقة، يليها في الترتيب الحزب الاشتراكي، ثم مرشحة حزب ماس مدريد اليساري، مونيكا غارثيا، وبعدها مباشرة حزب بوديموس بزعامة إغليسياس، ثم حزب اليمين المتطرف الذي رشح، روثيو موناستيريو، وأخيرا حزب ثيودادانوس الليبرالي الذي يخوض غمار المنافسه باسمه، إدموندو بال، وتذهب بعض استطلاعات الرأي إلى أن الحزب قد يخرج من البرلمان.
ويتكون برلمان الإقليم من 139 مقعدا، وتظل الأغلبية المطلقة عند 69 مقعداً.
ودفعت الحكومة الإقليمية بتعزيزات أمنية غير مسبوقة تشبه المعارك الكبرى ضد الإرهاب، وتم تحديد فترات زمنية لكل فئة انتخابية. بالإضافة إلى ذلك، سيحصل جميع العمال على تصريح مدته أربع ساعات للتصويت لأنه يوم عمل.
وزادت طلبات التصويت عن طريق البريد في هذه الانتخابات بنسبة 41 بالمائة مقارنة بالانتخابات السابقة في ماي 2019. وتشير الاستطلاعات إلى مشاركة عالية.