طنجاوي
نفذ مستخدمو شركات النقل الدولي ووكالات التعشير، صبيحة يومه السبت، إضرابا إنذاريا بميناء طنجة المتوسط احتجاجا على البطئ الكبير في إجراءات تفتيش الشاحنات المحملة بالبضائع الموجهة للتصدير، مما تسبب في شلل تام لحركية التصدير بالميناء لحوالي ساعتين.
وعن أسباب هذا الإضراب، كشفت مصادر متطابقة، في تصريح لموقع "طنجاوي"، أن الوضع لم يعد يحتمل بهذا المركب المينائي، إذ لا يعقل أن تصل مدة انتظار شاحنة محملة بالبضائع أزيد من 16 ساعة في انتظار تفتيشها من طرف الجمارك، تحت ذريعة أن هناك جهاز السكانير واحد، والثاني معطل منذ أيام.
ذات المصادر أكدت أن إدارة الجمارك بالميناء ترفض تطبيق بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المهنيين وإدارة الميناء المتوسطي والمدير العام للجمارك، تقضي باللجوء إلى التفتيش اليدوي إذا تعطل جهاز السكانير، مما يطرح أكثر من سؤال حول أسباب إصرار جمارك الميناء على رفض تنفيذ بنود الاتفاق؟!.
الأفظع من ذلك، تضيف المصادر، أن غياب التنسيق بين الجمارك والشرطة، إذ كيف يعقل أن يتم تفتيش الشاحنة يدويا من طرف الجمارك، وعندما تصل إلى باب الباخرة للإبحار، تطالب الشرطة بإخضاعها للتفتيش من جديد، مما يتسبب في المزيد من التأخر.
المثير في الموضوع هو أنه مباشرة بعد تنفيذ الإضراب الإنذاري تغيرت وثيرة اشتغال رجال الجمارك، بحيث تم اللجوء إلى التفتيش اليدوي لتسريع عملية تفتيش الشاحنات، مما يعطي الانطباع أن المسؤولين بالميناء لا يقومون بواجبهم إلا تحت الضغط، وهذا يسيئ لصورة الميناء، الذي يعتبر رئة المغرب الاقتصادية التي يتنفس عبرها.
من جهة أخرى، وعلاقة بموضوع الاعتقالات العشوائية في صفوف مستخدمي وكالات النقل و التعشير عند ضبط أي شحنة مخدرات، لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالبضاعة المحملة بالشاحنات المحجوزة، علم موقع "طنجاوي" من مصادر موثوقة، أنه سيتم الدعوة إلى إضراب عام بالميناء المتوسطي، وأن المشاورات بين شركات النقل الدولي والمصدرين و المعشرين في مراحلها الأخيرة لتحديد تاريخ الإضراب العام، الذي يعتزم الداعين له إسماع صوتهم للجهات العليا من أجل التدخل لإنصاف الأبرياء، ولوضع حد لهاته الاعتقالات العشوائية والغير قانونية، بعد أن فقدوا ثقتهم في المسؤولين الحكوميين، الذين لم يوفوا بتعهداتهم، التي قدموها أكثر من مرة، لإيجاد حل لهاته الاعتقالات.
ونبهت المصادر إلى التداعيات الخطيرة لهذا الإضراب على صورة الميناء المتوسطي، خاصة وأن ميناء الجزيرة الخضراء يتربص الفرصة للاستفادة من أي احتقان يعرفه الميناء المتوسطي، مما يستوجب من المسؤولين المسارعة لنزع فتيل هذا الاحتقان قبل أن تنفجر الأوضاع.